الملاريا Malaria

مرض الملاريا

هي كلمة إيطالية تعني الجو الملوث وكانت تسمى بالإنجليزية حمى المستنقعات وهو مرض معد يصاب به حوالي 500 مليون إنسان ويتسبب في وفاة 2 مليون آخرين سنويا وخاصة في المناطق الاستوائية وما دون الصحراء الإفريقية وكانت الجرثومة المسببة للمرض وهي أحادية الخلية قد اكتشفها طبيب في الجيش الفرنسي هو تشارلز لويس لافيران ومنح على هذا لاكتشاف جائزة نوبل في الطب عام 1907.

صورة عن مرض الملاريا Malaria
صورة عن مرض الملاريا Malaria

هل يصيب الانسان مرض الملاريا فقط

و المرض لا يصيب الإنسان فقط ولكنه أيضا يصيب الحيوانات الثديية مثل الوطواط والقوارض والطيور وبعض الزواحف.

أعراض الإصابة بالمرض الملاريا

تعتبر أعراض الإصابة بالمرض تتراوح ما بين الحمى والرجفة وآلام المفاصل والقيء والتشنجات، وقد يصاحب هذه الأعراض شعور بوخز في الجلد، ومن مضاعفات المرض الدخول في غيبوبة والوفاة إذا لم يتم علاجه والأطفال اكثر عرضة للإصابة به.

البعوض هو الحامل الرئيسي للجرثومة

والبعوض هو الحامل الرئيسي للجرثومة التي تسبب المرض خاصة أنثى بعوضة الملاريا التي تحمل الجرثومة في الغدد اللعابية لها، وعندما تلدغ إنساناً خاصة خلال الليل تدخل الجرثومة الجسم وتنتقل إلى الكبد حيث تتكاثر في خلايا الكبد وبعدها تنتقل إلى خلايا الدم الحمراء وتتكاثر مرة أخرى وتعمل على تحطيم خلايا الدم الحمراء.

والطفيليات محمية من أن يهاجمها الجهاز المناعي في جسم الإنسان لأنها تبقى داخل الكبد وخلايا الدم الحمراء، ولكن على أية حال فإن خلايا الدم الحمراء المصابة تقتل في الطحال ولكن الطفيليات تحاول أن تتجنب الموت من خلال إنتاج نوع من البروتينيات التي تصيب خلايا الدم الحمراء، وتظهر نفسها على سطح هذه الخلايا، مما يتسبب في أن خلايا الدم الحمراء تثبت نفسها على جدران الأوعية الدموية.

وهذه البروتينيات السطحية كثيرة التغير ولا يمكنها أن تعمل كهدف يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للجهاز المناعي. وعملية التصاق خلايا الدم الحمراء تسمى جرثومة الملاريا وهي العنصر الأساسي في مضاعفات ارتفاع حدة النزيف التي يتميز بها مرض الملاريا. وعندما تقوم البعوضة بلدغ الإنسان المصاب فإنها تحمل خلية الجرثومة إلى الدم حيث يحدث عملية تخصيب في القناة الهضمية للبعوضة وتتطور جرثومة أخرى وتنتقل إلى الغدة اللعابية للبعوضة وتكمل دورتها السابقة.

وعادة فإن النساء الحوامل يكن عرضة اكثر لجذب هذا النوع من البعوض وعندما تصاب المرأة الحامل بالمرض فإنها تنقل المرض إلى الجنين مما يسبب في وفاة الأطفال حديثي الولادة.

تشخيص المرض

وعندما يتم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة يمكن علاجه ولكن عادة فإن الوقاية خير من العلاج.

منذ القرن السابع عشر ظهر دواء الكينا وهو دواء ضد الملاريا وظل حتى اليوم تقريبا افضل عقار لعلاج المرض وكان العقار قد تطور خلال القرن العشرين مما قلل من الاعتماد على الكينا ويمكن استخدام هذه العقاقير الجديدة المضادة للملاريا كأسلوب وقائي ويفضل أن يتناولها الذين يسافرون إلى المناطق الموبوءة خاصة المناطق الاستوائية.

وقد ظهرت أخيرا أشكال جديدة من جرثومة الملاريا تستطيع أن تقاوم عقار الكلوروكوين الذي كان يستخدم كأفضل علاج للملاريا في العديد من الدول مما أدى إلى وجود صعوبة في علاج المرض خاصة في وسط إفريقيا حيث الأنواع الجديدة من جرثومة الملاريا سريعة التكاثر وفتاكة ولكن اليوم ينصح باستخدام عقار جديد يسمى لاريام للوقاية من المرض وأن كان يسبب مشاكل نفسية لدى البعض.

أيضا هناك مضاد حيوي يسمى دوكسيكلين ضد الملاريا الجديدة ولكن استخدامه اقل شيوعا حيث يجب تناوله يوميا.

وبالإضافة إلى العقاقير المضادة للملاريا فإن القضاء على البعوض يقلل عادة من فرص انتشار الملاريا في المناطق الأكثر عرضة لانتشار المرض بها.

لقاح مرض الملاريا

حاليا يجري العلماء تجارب على لقاح ضد الملاريا وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي قامت مجموعة من العلماء في معامل تصنيع أدوية جلاكسو سميث كلاين بإعلان انهم قد نجحوا إلى حد ما في إيجاد لقاح يمكن أن يقلل من مخاطر التعرض للمرض بنسبة 30% والقضاء على حدة أعراضه بنسبة 50% ولكن ما زالت الأبحاث تجري على هذا اللقاح الذي يعتقد انه سوف يطرح في حوالي عام 2010.

وفي يناير/كانون الثاني من عام 2005 أعلن علماء في جامعة ادنبرج عن اكتشاف مضاد للبكتريا يمكن أن يحمي ضد المرض.

ولكن حتى الآن تظل افضل وسيلة للوقاية من المرض هي القضاء على البعوض وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، حيث تم تجفيف المستنقعات التي توفر افضل بيئة لتكاثر البعوض، كما ظهر هناك تكنيك جديد لتعقيم الحشرات يتم من خلاله السيطرة على البعوض الذي يحمل جرثومة الملاريا.

انتشار مرض الملاريا Malaria

حيث أن المرض ينتشر اكثر في المناطق الريفية الفقيرة في إفريقيا التي تفتقد إلى الرعاية الصحية فإن افضل وسيلة هي محاولة وضع شبكات لصيد البعوض، وقد تم القضاء على الملاريا في الأجزاء الشمالية من الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين باستخدام مبيد الحشرات المعروف باسم ال Ddt خلال الخمسينات، مما أدى إلى القضاء على الجرثومة

وأيضا يعتبر رش جدران داخلية من ال Ddt أسلوباً آخر فعالاً، ولكن المشكلة تكمن في أن هذا المبيد الحشري يشكل تهديدا على صحة الإنسان، ولهذا فقد تم السماح باستخدام كميات ضئيلة منه وفق معاهدة ستوكهولم حول القضاء على الملوثات العضوية والتي تحرم استخدام الddt على نطاق وساع في الحقول الزراعية.