الكوليرا Cholera

ماهو مرض الكوليرا

الكوليرا مرض بكتيري يتسبب به نوع من البكتيريا التي تسمى (فبريا بكتيريا) وهو مرض يصيب الأشخاص بالعدوى في الأمعاء ويسبب الإسهال والقيء وتقلصات الساقين ويتميز بشكله الحاد من خلال بدايته المفاجأة وحالات الإسهال والغثيان والقيء مبكرا في بداية دورة المرض وفي الحالات التي بلا علاج سرعة جفاف الجسم وزيادة حموضة الدم ونقص معدلات السكر في الدم لدى الأطفال والفشل الكلوي وفي الحالات الحادة سرعان ما تحدث الوفاة خلال ساعات.

وقد أكد العلماء انه في كل مرة تحدث كوارث بيئية في العالم مثل الفيضانات والزلازل أو حتى الحروب وينتشر على إثرها وباء الكوليرا حيث يلتقطه الإنسان من خلال تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا حيث انه خلال الكوارث يصعب توفر المياه النقية أو إمدادات الغذاء الآمنة وسرعان ما ينتشر المرض بشكل سريع عندما يستخدم الأشخاص المصابين المياه الملوثة لتنظيف أنفسهم أو خلال التخلص من فضلالتهم.

الكوليرا الآسيوية

الكوليرا الآسيوية من 1817 الى 1823 كان أول انتشار وبائي شامل للكوليرا في القرن التاسع عشر، وكان الانتشار غير مسبوق في حدته ووصل إلى كل دولة آسيوية تقريبا.

وعلى الرغم من أن الحالات الأولى سجلت في احدى المدن شرق الهند عام 1816 إلا أنه يعتقد بأنه نشأ في مدينة بالقرب من كلكتا في أغسطس/آب 1817.

وكان أحد الجراحين المدنيين قد ابلغ عن حدوث مرض في الأمعاء لدى مرضاه وجذب الانتباه إلى أن مصدر العدوى كان أرزاً ملوثاً، حيث تلي تناوله نوبات من القيء والإسهال للآلاف من الناس الذين سرعان ما انهارت صحتهم وماتوا ومن بينهم مئات الجنود البريطانيين الذين كانوا يتنقلوا عبر إقليم البنجاب.

ثم انتشر الوباء بعد ذلك بسرعة شديدة عبر الهند وفي ديسمبر 1818 وصل إلى سيريلانكا.

وسرعان ما انتشر في دول آسيوية أخرى في تايلاند والفليبين والصين واليابان وجنوب شرق الجزر الرئيسية لقارة آسيا.

والقوات البريطانية التي وصلت إلى مسقط عاصمة عمان عام 1821 وجلبت معها الوباء ومن مسقط انتقل إلى الشاطئ الشرقي لإفريقيا إلى زائير وأيضا إلى العراق ثم سوريا وميناء استراخان جنوبي روسيا.

صورة توضيحية لموضوع الكوليرا Cholera
صورة توضيحية لموضوع الكوليرا Cholera

وسرعة تكاثر الوباء وحدته أذهلت الجميع وفيما بعد أصبحت الكوليرا مستوطنة في معظم الدول الآسيوية واستمرت في إحداث الدمار والفوضى في العديد من مناطق روسيا.

واللافت للنظر أن مرضاً جديداً ومرعباً هاجم إنجلترا في أكتوبر/تشرين الاول 1831 وسرعان ما انتشر عبر المملكة المتحدة.

وخلال عامين مات الآلاف من المرض الغامض الفتاك حتى أن الشخص كان يمكن أن يكون في صحة جيدة في فجر يوم ويدفن في أول الليل، ولهذا عاش المواطنون في رعب وأغلقوا

أبوابهم ونوافذهم في الليل خوفا من نسيم المساء ولم يكن هناك علاج.

الأعراض بدأت بالقيء والإسهال والحمى التي كانت تجفف الجسم بشكل عنيف. وسرعان ما تحول لون البشرة إلى اللون الرمادي ويبدأ الجلد في التلوي بتقلصات لا إرادية وتغوص العيون في محاجرها.

وباء الكوليرا التشنجية الهندية

والمرض كان وباء الكوليرا التشنجية الهندية وكان انتشار المرض بشكل وبائي ضخم عام 1917 في إقليم البنجاب قد جذب انتباه الأطباء الأوروبيين.

وخلال العقود التالية انتشرت الكوليرا بشكل كبير عبر الطرق التجارية وأصبحت أول مرض عالمي حقيقي حيث أصابت البشر من الصين إلى الشرق الأوسط ومن أوروبا إلى الولايات المتحدة.

وانتشر المرض مرة أخرى وهاجم إنجلترا ما بين 1848 إلى 1849 وقتل حوالي 70 ألفاً في إنجلترا ثم كان الانتشار الثالث في بريطانيا عام 1854 وترك اكثر من 30 ألف شخص ميت في مدينة لندن وحدها.

لم يفهم الأطباء وقتها سوى القليل جدا عن المرض الغامض ولكنهم حاولوا وأن كان غالبا بلا جدوى أن يحموا مرضاهم باستخدام أي وسيلة سواء باستخدام مستحضر اللودونوم المشتق من صمغ نبات الخشخاش أو من خلال سحب الدم الملوث.

ولكن العالم البريطاني جون سنو كان أول من استطاع أن يكتشف العلاقة بين وباء الكوليرا وشرب المياه الملوثة عام 1854 وفيما بعد تمكن العالم الألماني روبرت كوخ من التعرف الى البكتيريا المسببة للمرض.

انتشار مرض الكوليرا

ومع هذا فقد استمر تفشي الوباء، حيث ظهر مرة أخرى في عام 1911 في الولايات المتحدة وأدى إلى عدد كبير من حالات الوفاة، وقد عاود المرض الظهور بشكل حاد خلال النصف الأول من القرن العشرين وخاصة في آسيا وظهر كوباء حاد في مصر عام 1947.

وما بين عامي 1991 و1995 أدى المرض إلى وفاة اكثر من 11 ألف إنسان وإصابة اكثر من مليون آخرين بالمرض في النصف الشمالي فقط من الكرة الأرضية.

وفي عام 1994 تفشى الوباء بين لاجئي رواندا، وأدى إلى وفاة 12 ألف إنسان وإصابة 70 ألفاً خلال شهر واحد وخلال التسعينات تفشى أيضا في عدد من دول أمريكا اللاتينية وانتشر من خلال سفر المرضى عبر العالم.

وعادة فإن السبب في الوفاة من الكوليرا ينشأ من الجفاف الذي يصيب الإنسان من خلال التعرض لهذه البكتيريا وعندما يترك بلا علاج فإن معدلات الوفاة تتزايد أما العلاج فإنه يعتمد على نظام ترطيب مكثف لجسم المريض حيث يمنح عادة السوائل عن طريق الوريد وتستمر التغذية حتى تنتهي حالات الإسهال.

الوقاية وعلاج مرض الكوليرا

وعلى الرغم من أن الكوليرا مرض قاتل إلا أن أسلوب الوقاية وعلاجه بسيط، حيث يعتمد بشكل أساسي على استخدام المياه النظيفة أو المضاف إليها مادة الكلور أو اليود، وعدم تناول الطعام الني خاصة السمك الني والمحار وأيضا الخضراوات وغلي الحليب وتعقيم منتجات الألبان و الحصول على تطعيم ضد المرض خاصة عند السفر إلى المناطق التي تعرف بأنها تحتوي على البكتريا المسببة له واللقاح عبارة عن جرعة تؤخذ مرة واحدة في الحياة أو جرعات تؤخذ للوقاية لمدة ثلاثة إلى ستة اشهر.