المسيرة في مأرب

د/ محمد جميح

محمد جميح

قناة المسيرة تنشر لقطات من ٢٠١٥ في مأرب، قبل أن تنهزم مليشيات الظلام في المحافظة، وتسوقها للجمهور على أنها حصلت أمس…

القناة التي سرقت لقطات من سوريا وأعادت إنتاجها لتظهر على أنها لقطات من اليمن، تتحدث عن بطولات المقطرنين في مأرب، لتغطي على هزيمتهم في نِهْم…

ليس غريباً على من كذب على الله بأنه سبحانه جعل الإمامة في الهادي وفي عياله، أن يكذب على الناس بأنه اكتسح الأرض والسماء…

قولوا للمسيرة تظل على توغلها في عسير، أسهل لها…

بين الإشارة والعبارة

محمد جميح

أحب الدرويش يوماً راعية…
تركته، ومضت تسوق أغنامها جهة الشاطئ الأيمن للروح…
رآها الدرويش في الحُلْم…
تمشي على “جسر واترلو”، وسط لندن…
لمحها تخرجُ من ناي فتاة غجرية كانت تعزف للنهر…
سأل الدرويشُ الراعية: كيف أراك؟
قالت: إذا انتقلت من مقام “الصورة” إلى مقام “الكلمة”، فسوف تخاطبني…
قال: ومتى أراك؟
قالت: إذا انتقلت من مقام “الكلمة” إلى مقام “المعنى”، فسوف تراني…
أردفتْ: تجاوز ْرسمي إلى اسمي، ثم تجاوزْ اسمي إلى وسمي، ترني هناك…
قال الدرويش: لم أفهم!
تبسمت الراعية، وقالت: المحب يغنيه تلميح الإشارة عن تصريح العبارة…

تركت الراعية الدرويش على ضفة “التايمز”، ومرة أخرى مضت بأغنامها نحو ال”هايد بارك”…

ثور أسباني وخرقة حمراء

بقلم الدكتور محمد جميح
كثور أسباني ، انطلق الحوثي وراء خرقة حمراء…
مولع هذا “الثور” بالأحمر…
يغريه الأرجواني الفاقع…
يجعله يجري بكل قواه نحو نهايته الحتمية…
غالباً ينتهي الثور الأسباني إلى مصير مؤلم…
يتكوم مرة واحدة…
ينهار دون أن يصل إلى الخرقة الحمراء…
إلى الأحلام الطوباوية الزائفة…
أمس خرج أحد أعضاء اللجنة الثورية العليا للحوثي في لهجة يائسة…
يطالب قيادته بالرد…
حذر هذا القيادي من أن تأخر الرد على “العدوان السعودي”، سيتحول غضباً لدى الناس على القيادة…
مسكين هذا القيادي الكبير…
الكبير جدا…
الذي كان جليسنا في أحد مقائل الشعر والأدب…
قبل أن يتحول إلى “سيد”
مسكين…
يسوق لرد لن يأتي…
“الثور الأسباني” لا يعرف إلا الرد على خرقة حمراء…
خرقة معلقة في الهواء…
مرة قال لي قيادي حوثي أثناء جلسات الحوار الوطني في صنعاء: “السيد عبدالملك مقدس”…
وقبل أن أفيق من صدمة ما قال، أضاف:
“عنده لحظة (سر) من الله…”

د/ محمد جميح

إنه يرى ما لا يرون…
وشخص بهذه المواصفات سيرد…
سيرد “في الوقت المناسب والمكان المناسب”…
لعلكم تذكرون هذه العبارة الذهبية التي يلوكها “سيد” آخر، في مكان آخر: سنرد في الوقت المناسب والمكان المناسب…
يعتقد أتباع “الأحمق المطاع” أن الرد قادم…
سيكون مزلزلاً…
مرة قال “سيد مقدس” آخر إن مثلث برمودا الخطير الذي يلتهم السفن والطائرات وأحلام البحارة…
قال: إن المثلث بهذه المواصفات لأن فيه مصنع أسلحة الإمام المهدي…
الإمام الذي يروج الإيرانيون أن “عبدالملك الحوثي” هو اليماني الممهد لخروجه…
يظن أتباع “أحمق ضحيان” أن شيئاً من سلاح برمودا سيأتيه…
وسيكون الرد مزلزلاً…
وسيحج “السيد المقدس” وأتباعه العام القادم بلا تأشيرة حج …
لأن الكعبة ستعود إلى سيادته…
الثور الأسباني يترنح…
ينهار…


سيتكوم مرة واحدة…
ليس لدى أحد شك في ذلك…
وعندما تبدأ الكبوة الأولى، ستكر حبات المسبحة…
سينفرط عقد الجهل…
الجهل، الذي هو السلاح الأقوى الذي يستعمله “الأحمق المطاع” في التحشيد والتجييش…
فارق بسيط بين الثور الأسباني وعبدالملك الحوثي…


الثور الأسباني يحظى ببعض التعاطف والتشجيع من الجمهور…
أما الحوثي فأغلبية اليمنيين ينتظرون لحظة انهياره على أطراف الخرقة الحمراء…
على أطراف أحلامه المهمشة…
لحظة الخلاص من الجهل والخرافة وتسييس الدين…
فليسقط “الثور الأسباني” غير مأسوف عليه…
ليسقط لا لشيء…
إلا لأنه يعدو وراء خرقة حمراء وأحلام مهشمة…
مجرد “ثور أسباني” بلقب “سيد”…

صنعاء -تعز-قانية والجنوب

محمد جميح

بالأمس تقاتل الحوثيون وعلي عبدالله صالح فدمروا صعدة.، واليوم يتحالفون لتدمير اليمن…

في مؤتمر الحوار الوطني أيد الحوثيون حق تقرير المصير للجنوب…
اليوم يقصفون عدن حفاظاً على الوحدة…

كذبوا أمس واليوم…
السلطة والسلطة فقط هي هدفهم…

في تأييدهم لحق تقرير المصير أمس أرادوا التخلص من الجنوب ليحكموا الشمال…
بعد أن أسقطوا صنعاء نكثوا -كعادتهم – عهدهم للجنوبيين وضربوا عدن بالطائرات باسم الحفاظ على الوحدة…

إذا لم يكن هذا هو الفجور، فما الفجور إذن…!

واليوم يرسلون قوات الجيش والأمن الخاصة إلى تعز لإسقاطها…
كتب أحد أبناء تعز: فليرسلوا تعزيزاتهم…
سنسقطهم…

جماهير تعز خرجت اليوم في أكبر ملاحمها البطولية ضد الظلم والظلام…
الجماهير تحاصر الآن معسكر القوات الخاصة…
على الشرفاء من هذه القوات الالتحام بالجماهير، والانحياز لها وقد بدأ الجنود ينضمون…

تعز اليوم وأمس هي المعادل الموضوعي لحرية اليمنيين وانعتاقهم…

ستهزم تعز المسالمة جحافل الظلام التي لا هي تحلت بقيم العروبة ، ولا لاحت عليها مباديء الإسلام، ولا كان لها من أعراف القبيلة نصيب…

أمس أبلغنا الحكومة البريطانية رفضنا للإرهاب والانقلاب الحوثي…
سلمنا رسالة لرئيس الوزراء بهذا الخصوص، بعد وقفة احتجاجية…
لكننا نعول على الداخل في قلب المعادلة وتعز اليوم تقلب هذه المعادلة الظالمة…

قال لي أحد الحوثيين في لقاء متلفز أنت عميل للخارج، ولو كنت وطنياً لجئت إلى صنعاء…
وكأن حسين الحوثي ووالده لم يمكثا في إيران سنوات طويلة…
أما عبدالملك فلا يجرؤ حتى الآن على دخول صنعاء رغم سيطرة مليشياته عليه…

تأتي الأخبار أن شمال الشمال يخلو من مقاتلي الحوثي، بعد توزعهم على جبهات مختلفة …
فرصة صنعاء وهذه المناطق سانحة الآن للانتفاض…

لا تتركوا الحوثيين ينفردون باليمن مدينة بعد أخرى…
انتفاضة متواصلة في صنعاء ستربكهم، وستخفف ضغطهم على تعز ومأرب والجنوب…

أخيراً
مديرية صغيرة بين البيضاء ومأرب تتصدى ببسالة لجحافل الحوثيين وقد أرهقتهم خلال الأيام الماضية…
“قانية” لونها أحمر قانٍ في عيون الخارجين من أحراش التاريخ وسهوب الظلام…
قانية وتعز صفحتان من رواية أسطورية خالدة…

الحوثيون لم ينتصروا في معركة واحدة خاضوها بشجاعة…
كل معاركهم كسبوها بشراء النفوس الرخيصة…
وعندما يأتون إلى المناطق التي لا تشترى نفوس رجالها بالمال، فإنهم ينهزمون…

عفوا عبدالملك…
جلبابك لا يناسبنا…

د/ محمد جميح

والعمائم السود ليست لرؤوس العرب…