بدأ العنف الطائفي يتخذ منعطفاً خطيراً في باكستان خلال الأيام الأخيرة حيث قامت عناصر إرهابية مجهولة الهوية باستهداف مساجد تابعة للطائفة الشيعية في مناطق شكاربور بإقليم السند وحسينية في مدينة بشاور عاصمة إقليم خيبربختونخواه الشمال الغربي من باكستان وأخيراً تم استهداف حسينية تقع في حدود العاصمة الباكستانية إسلام آباد والتي راح ضحيتها العشرات خلال الأيام القليلة الماضية، وفي المقابل قامت عناصر مجهولة مماثلة باستهداف شخصيات دينية بارزة تنتمي إلى السنة.
وفي ردة فعل عنيفة على ذلك قام متظاهرون بإغلاق المعابر الرئيسية التي تربط العاصمة بمدينة راولبندي المجاورة لها احتجاجاً على العنف الطائفي.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تعمل فيه السلطات الباكستانية على برنامج وطني لتطهير باكستان من العناصر الإرهابية بكافة فصائلها وأنواعها وانتماءاتها الفكرية تمهيداً للقضاء على الإرهاب والفتن الطائفية، حيث تقوم القوات المسلحة الباكستانية بإجراء عمليات عسكرية هي التاريخية من نوعها في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان، فيما تقوم أجهزة الأمن الباكستانية بإجراء عمليات تمشيط دقيقة للمدن والمناطق السكنية الباكستانية لتطهيرها من الشبكات الإرهابية بهدف التغلب على الإرهاب إلى نهاية العام الجاري 2015م.
ويرى المحللون للشئون السياسية الباكستانية بأن موجهة العنف الطائفية التي تشهدها باكستان في الوقت الحالي ستتراجع تدريجياً مع تقدم جهود الحكومة الباكستانية في القضاء على العناصر المتطرفة والإرهابية في باكستان، خصوصاً وأن السلطات الباكستانية تعمل حالياً على مخطط مدروس ودقيق جداً.
فيما وصف المحللون ظاهرة العنف الطائفي الحالية بأنها مسألة وقت، وستنتهي خلال الأيام القادمة مع تقدم العمليات الأمنية التي تجريها باكستان في الوقت الحالي.