Tag Archives: مانع سليمان

نبينا متمم لمكارم الأخلاق لا موزع لشتائم الأسواق

بقلم : مانع سليمان

هذا محمد عليه الصلاة والسلام الذي تعتلكون الشتيمة بدعوى الدفاع عن عرضه وتلوكون البذاءة بزعم الذود عنه ‘ جاء عليه السلام إلى الناس بالرسالة ونظر إلى لفتات أنظارهم وكأنه رأى في تقلباتها استفسارات عن الغاية التي أرسل من أجلها فالتفت إليهم عليه السلام قائلاً : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ليبين لكل أتباعه أنه رسول نُبْلٍ لا أمير نَبْلٍ ينتقم لنفسه ويدير رحى طاقات أصحابه لمصلحة ذاته التي يقدسها الأتباع .

 

بدأ من حوله بتقزيم النظر إلى الرسالة وحصر حدودها في ذاته عليه السلام فأمره الله بـقول ” قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ‘ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ” كل ذلك ليعيدهم إلى المنهج الذي به أرسل والمشروع الذي من أجل تسويده ابتعثه الله نبياً للعالمين .

 

نهره أحد الناس وصاح في وجهه عليه الصلاة والسلام قائلاً : يا محمد اعطني مما أعطاك الله ليس من مالك ولا من مال أبيك ‘ فلم يبحث عليه السلام عن قاموس شتائم ليرد على شاتمه وشاتم أهله وإنما توجه إلى نواميس الابتسامة ليرسل من بين بوارقها كمال الحب وتمام الرحمة ‘ فاستحوذ بابتسامته القلوب وتحكم بالأفئدة وربى كل متجاوز في حقه بكمال أخلاقه تمام التأديب .

 

نبينا متمم لمكارم الأخلاق لا موزع لشتائم الأسواق

ذكر أصحاب السير أنه جاءه يهودي كان النبي عليه السلام قد استدان ديناً مطالباً بدينه بغلظة في القول وبذاءة في التخاطب قائلاً بكل جلافة وصلف : اعطني مالي يا محمد إنكم يا بنو عبدالمطلب قوم مطل ‘ كان ذلك بحضرة عمر الفاروق الذي لم يتمالك نفسه أمام المشهد فطلب من الرسول على وجه السرعة الإذن بقطع عنق الرجل ‘ فما كان من النبي إلا أن ابتسم في وجه الجميع ‘ وتوجه إلى عمر قائلاً : ” كنا أحوج إلى ما هو أولى من هذا منك يا عمر ‘ كان عليك أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الاقتضاء ” فما كان من ذلك اليهودي إلا أن أعلن إسلامه .

 

لم يكن عليه الصلاة والسلام بذاء في الدفاع عن النفس ولا سيئ اللفظ في الذود عن الذات ربى أصحابه على حسن الأدب وجمال السلوك وروعة الأخلاق ‘ وبين لهم بأن الله قد كفاه المستهزئين وأن عليهم الإعراض عن ما يقوله خصومه فيه مما يضيق الصدر ويلهب الفؤاد والإنشغال بالتسبيح والتحميد والعبادة للكافي سبحانه وتعالى .

 

لقد ظهر زمرة من الناس يشتمون بأقذع الشتائم التي ربما لم يقلها الأولون ولن يقولها الآخرون بإسم الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام ‘ ولو ظهر الرسول عليه الصلاة والسلام ورآى شتائمهم لتبرأ مما يقولونه وأعلن براءته من السوء الذي ينتهجوه .

 

ومن خلال التتبع لفريق الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام ‘ وجدتهم ثلاثة أصناف :

الصنف الأول : جاهل غيور اتخذ من الشتيمة سوطاً على المنتقص من الرسول وجعلوا من البذاءة مهنداً صارماً على المسيئ في حق النبوة وهذا الصنف محتاج إلى تبصير غيرته حتى يسلك سبيل الاتزان في القول والتأني في الخطاب ‘ كي لا يصل للموقف الذي تفاجأ فيه خالد بن الوليد بقول النبي عليه السلام فيه : ” اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ” فيندم على موقف لم يتزن في صناعته وقول لم يحسن في صياغته .

 

الصنف الثاني : متاجر بالقضية ومستغل للموقف ‘ تشنجه أطماع انغرست في حساباته ‘ يبحث بها عن صناعة موقف يتقرب به إلى شريحة معينة من الناس ‘ وهذا الصنف هو الأسوأ ‘ حيث وأنه تحول من نقد الأفكار السيئة إلى نقد الذوات الواجب هدايتها ‘ كما أنه سعى للتشويه بأناس لا علاقة لهم بالمسيئ وصور للناس تبنيهم لمناصرة السيئ فرية منه وزورا ‘ لشيئ في نفسه الأمارة بالسوء الناظرة لفتات الدنيا الفانية ‘ حتى أن بعضهم توجه في منشوراته التي يدعي أنه بها يدافع عن النبي عليه السلام لشخصيات اقتصادية في البلد لظن متهالك في صدره الموغور بالحقد بأنه يدعم الجهة المنقودة من قبله وحملها السوء الصادر من المخطئ في حق النبي عليه السلام ‘ مدعياً بأنه لولا فلوسه ما فعل ذلك فعلته ‘ في تسول مفضوح وكأنه بذلك يقول لا تدعم فلاناً واعمنا نحن لأنا قوم صالحون نستحق دعمك أما ذلك الشخص فيكفيك لحجب الدعم عنه فسقه وفجوره ‘ وكأن الله أراد أن يظهر لنا العجب العجاب !!!!

 

الصنف الثالث : علموا أن الرسول رسالة قبل ان يكون شخص ومشروع قبل أن يكون ذات ودين لا صنمية فيه ‘ فاتجه لنقد الفكر الهابط والتصوير الفني الساقط في المنتوج الكتابي للمسيئ ‘ مع التزامهم سلوك النبي في الرد وأخلاق الرسول في الصد ‘ فلم يسلكوا سبل الشتيمة ولم يتخذوا من البذاءة سيف نصرة وذود عن النبي عليه السلام ‘ وإنما انتهجوا المحاججة بالحسنى والمجادلة بالتي هي أحسن كون ذلك هو المنهاج النبي المصرح به في القرآن والخلق الموروث عنه عليه السلام في السنة ‘ وهؤلاء هم خير من يدافع عنه عليه السلام وأهل الفضل في نقل صورة سليمة عن ينته ودينه عليه الصلاة والسلام .

 

أول شخص تم أعتقاله بعد سيطره الحوثيين

مانع سليمان الذي حول المعتقل إلى دراما شموخ تنبثق من نوافذ الهروب ‘ واتخذ من الفرار وسيلة صمود في وجه خصومه السياسيين وأعدائه العقائديين ‘ ولد “مانع محمد يحيى سليمان ” عام 1985م في السلمتين مديرية جبل الشرق التابع لمحافظة ذمار من الجمهورية اليمنية ، والتحق بدار الإيمان للعلوم الشرعية وحفظ فيه القرآن الكريم وهو لا يزال في ريعان شبابه وحاز على المركز الأول في دفعته ‘ تخرج من جامعة الإيمان بصنعاء بعد أن سطع نجمه فيها كأنشط طالب محاور للدكاترة في الجامعة 2009م. حصل على شهادة من كلية الشريعة فيها ، كما حصل على العديد من الإجازات العلمية من مشائخه الذين لازم حلقات تدريسهم الخاصة ‘ من أبرز مشائخه القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني والعلامة قاسم بن إبراهيم البحر ومحمد بن أحمد الوزير الوقشي وآخرون ..

مانع سليمان متزوج من امرأتين، الأولى من محافظة ذمار تدعى ” أمة الرحمن الفقيه ” في 10/ 10 / 2009م، وأنجب منها ولدان هما “نجم – نايف” , ثم في 8/ 1 / 2015 م تزوج من سيدة تعزية تُدعى “جويريه الشرعبي” خطبها بعد تخرجها من نفس الجامعة التي تخرج منها تخصص فقه  .

عُرف “ مانع سليمان ” بآرائه واتجاهاته المساندة لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي تزعم المعارضة لحكم صالح ‘ كما اشتهر عنه شدة معارضته لشخص الرئيس المخلوع حتى اثناء نقاشاته لدكاترته في قاعات المحاضرات ، مما عرضه للاعتقال عدة مرات ‘ وكان من أوائل من اعتقلهم نظام صالح قبل انتخابات 2006م حيث اعتقلته سلطات صالح عام 2005م اثناء خروجه من الجامعة بعد انتقاده الحاد لشخص الرئيس المخلوع في قاعة المحاضرات واعتراض الدكتور على انتقاداته الصريحة لشخصية الرئيس ‘ ولتبرير عملية اعتقاله من قبل السلطات فقد لفقت له تهمة المساندة لحركة التمرد الحوثية رغم اختلافه الكبير معها فكراً وسلوكاً ‘ افرج عنه بعدها بضمانات رجالات كبيرة في الدولة لها صلة قرابة به ‘ وظل معارضاً لحكم صالح وشارك في الفعاليات الرافضة لإجراء انتخابات نيابية قبل تصحيح السجل الإنتخابي الذي كان يجزم بتزويرها من قبل السلطات الحاكمة والتي انطلاقت عام 2009م وسقط خلالها شهداء وجرحى ‘ كان أول من دعى إلى ثورة ضد سلطات صالح وكانت دعوته لذلك في عام 2010 م بمنشورات نشرها عبر صفحته بالفيس بوك حتى انطلقت ثورة 11فبراير 2011م وكان من أوائل الدافعين بالناس للمشاركة فيها ‘ كان ناطقاً رسمياً باسم أحد المكونات الفاعلة بالساحة الثورية ‘ كما أنه كان من أبرز الناشطين السياسيين والكتاب الداعين لمحاكمة صالح وإسقاط الحصانة عنه ‘ كانت كتاباته تحذر من التغاضي عن خروقات الحوثيين داخل الصف الثوري بل اعتبرهم في 2011م بؤر مخابراتية تتبع المخلوع وتسعى لممارسة البلطجة بعباءة الثورة ومن داخل ساحاتها ‘ بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تحول إلى كشف العلاقة بين المخلوع والحوثيين وانتقاد ممارسات الحوثيين في العمل السياسي واتخاذهم للعملية السياسية غطاء ساترا لما يرتبون له من حسم الأمر السياسي في البلد بانقلاب عسكري حتى انقلاب 21 سبتمبر 2015م ظم الإنقلابيون اسمه ضمن الشخصيات التي يجب استهدافها بالاغتيال أو الإعتقال ‘ ظل بعدها متنقل من مدينة إلى أخرى حتى تمكن الإنقلابيون من اعتقاله بعد اقتحامهم لمنزله الساعة الثانية بعد منتصف الليل وكان ذلك في يوم 28 من مارس 2015 ليكون بذلك أول معتقل سياسي من قبل المليشيات بعد انطلاق عاصفة الحزم على مستوى الجمهورية اليمنية ‘ تناولت حادثة اعتقاله أغلب القنوات العالمية والمحلية والصحف والمواقع الإكترونية والتواصل الإجتماعي ‘ ظل في المعتقل 23 يوم تاثرت حالته الصحية حتى اصبح طريح الفراش فأخرجه الحوثيون بعدها للتداوي بضمانة إعادته بعد تحسن حالته الصحية ‘ خرج بعدها إلى قريته النائية واثناء سفره قامت سلطات الإنقلاب باختطافه من الطريق بمنطقة تسمى مدينة الشرق كان ذلك في الــ 24 من مايوا في نفس العام تمكن بعد يوم من الفرار من المعتقل ظل بعده متخفياً حتى تمكن الحوثيون من اعتقاله في  2 يونيو من نفس العام ‘ لاقى اعتقاله اعتراضاً كبيراً من مشائخ ووجهاء المنطقة مما اضطر الحواثيون إلى الإفراج عنه لنزع فتيل السخط المجتمعي ولمدة لم تتجاوز الساعة ‘ اعتقلته المليشيات بعدها وقبل أن يصل إلى بيته لتخفيه بعد ذلك عن الجميع وتودعه في زنزانة انفرادية لا يعرف مكانها حتى المعتقل نفسه ‘ تمكن من الفرار من المعتقل بعد أن ضربت طائرات التحالف المواقع المجاورة للمعتقل كون المليشيات كانت قد وضعته مع بعض المعتقلين كدروع بشرية لمواقع مستهدفة من قبل التحالف .

عضو مؤسس لاتحاد طلاب جامعة الإيمان الذي أحدث تأسيسه ضجة إعلامية كبيرة في الأوساط الطلابية والأكاديمية والمنظمات الحقوقية ‘ وعمل ناطقاً رسمياً للإتحاد عن دفعته ‘ كما أنه عضو لمنتدى الدكتور غالب القرشي والذي له إسهامات كبيرة في صناعة الرأي السياسي داخل البلد ‘ وعضو مؤسس لحركة 15 يناير الثورية والتي كان لها إسهاماتها البارزة في إسقاط نظام صالح .

ناشط ساسي بارز له كتابات سياسية متنوعة ‘ نشر أغلبها في مواقع النت وتحدثت بها وعنها الكثير من القنوات الفضائية المتحدثة في الشأن السياسي في البلد ‘ له إسهامات أدبية متعددة ‘ يكتب الشعر نظماً ونثراً ‘ يجيد النقد الأدبي والكتابة الفكرية الثاقبة ‘ ولديه مقالات في التحليل السياسي أثبتت الأحداث استباقه في التنبؤ بها والتحذير من المنزلقات التي وقع فيها الكثير من الساسة .

يخطب ارتجالاً بطلاقة ويكتب بسلاسة في الصياغة وسباكة في الإسلوب ‘ يعيش الآن في عالم النزوح وله حضوره المتميز في التوجيه والإرشاد للمقاومة الشعبية المناهضة للإنقلاب الغاشم .

مانع سليمان