Tag Archives: مأرب، التوجية المعنوي

الشاطر في مأرب …  الإستهداف الإعلامي لدائرة التوجيه المعنوي للجيش الوطني أسبابه وأهدافه 

بقلم : مانع سليمان

يمثل التوجيه المعنوي 70% في تجذير دعائم التأسيس للجيوش وخلق أي انتصار للمعارك التي تخوضها ضد الأعداء ، ولأن الأمر كذلك فقد قام الإنقلابيون باستهداف مبكر للتوجيه المعنوي في الجيش الوطني  ، وقد استهدفه الإنقلابيون بكلما يعيق فاعليته ويذهب تأثيره في صفوف المقاتلين .
ولكوني أحد الذين كان لهم دور في تأسيس الدائرة بمعية الوالد اللواء محسن خصروف ، والذي أتشرف بأني عملت تحت قيادته ، لما لمسته من نزاهة ونقاء وتجرد وإخلاص في عمله ، فإني وبعد كل هذا اللغط الذي حصل حول دائرة التوجيه المعنوي أرى أنه من اللازم التوضيح للأسباب والأهداف التي من وراء ذلك وهي على النحو التالي :-
١- لقد بدأنا التأسيس للدائرة من صفر لا عدد قبله ولا بعده ، وواجهنا في بداية الأمر ، عقليتين ، عقلية تفهم أن التوجيه المعنوي عبارة عن خطبة جمعة أو محاضرة عابرة في معسكر أو موقع ، وكان فئة الخطباء والوعاظ هم أصحاب هذه العقلية ، ويرون أنهم أوصياء على السير العام للدائرة ، والعقلية الثانية كانت تعتبر التوجيه المعنوي عبارة عن تغطيات إعلامية وعمل صحفي ، وأصحاب هذه العقلية كانوا من فئة الإعلاميين والصحفيين ، وكانوا يرون أنفسهم الأحق بالوجود في الدائرة ، بينما الفكر العسكري يرى أن التوجيه المعنوي أكبر من إقامة خطبة جمعة وصياغة الخبر لمواجهة حدثت هنا أو هناك ، فالتوجيه من المنظور الفكري العسكري يمثل منظومة متكاملة ليس أعلاها الحفاظ على معنويات القوات الموالية بتجذير المبادئ الكلية والقيم الشاملة التي تسعى الدولة إلى تجنيد تلك القوات لخلق سلوكياتها في الشعب وحمايتها من الإختراق بكل الوسائل الفكرية وادوات التثقيف العام ، كما أن تلك المنظومة الفكرية تسعى لرفع معنويات القوات إلى أعلى مستويات الاستعداد النفسي لدى القوات الموجهة للتضحية والفدى في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن مواطنيه ، ولن يكون أدنى تلك المنظومة تحديد شكل البيادة والبدلة التي توحي ملامحها إلى مجموعة من قيم الثبات والشموخ والفداء ، كما أنها تحمل في تجاعيد أصوافها تراميز التراكم التأريخي للبلد الذي تشكلت له ومنه ، وعليه يجب على التوجيه أن يكون له دور في إخراجها بالشكل الذي يعتز بارتدائها الجندي الموالي وترتعد فرائص القوات المعادية له عند مشاهدته مرتدياً لها ، نعم فالتوجيه منظومة فكرية متكاملة تصنع عقل المقاتل وعقيدته القتالية من بداية استقباله في التجنيد إلى لحظة انتصاره أو حصوله على شرف الاستشهاد  ، ومع ذلك وجدت الدائرة نفسها بين مطرقة الخطيب الذي لا يرى له حضور لازم إلا في مسجد لمعسكر أو محاضرة يدعى لها في أحد أيام الاسبوع أو الشهر ، وبين إعلامي وصحفي يعتبر دوامه في التواجد الذي يفرغه على مواقع التواصل الاجتماعي ، أو في عمله الخاص الذي يستنزفه في المؤسسات الاعلامية الخاصة ، ولأن التوجيه محتاج للإعلامي والخطيب والصحفي والمفكر ، فقد حاولت الدائرة استيعاب من كان من اللازم أن تستوعبهم وزارتي الأوقاف والإعلام .
٢- ولما سبق تغيب الكثير من الكوادر التي كان أملنا إقامة الدائرة بقدراتهم ومواهبهم ، فهم ما بين خطيب ، لا يقبل إلا باقامة خطبة في الاسبوع أو إعلامي لم يعتد على الدوام ، ومدمن على العمل بالقطعة ( مقاولات ) ولأنا في أولى مراحل التأسيس لقواعد استعادة مؤسسة الجيش التي اختطفها الإنقلابيون وحولوها إلى مؤسسة رافعة لشعار لا علاقة لليمنيين وجمهوريتهم به وحامية لسيد تتناقض منطلقاته للحكم مع كل أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ، فمن خلال الفراغ الذي أحدثه الكثير من الحاملين للواء النقد للدائرة ، تمكن الإنقلابيون من التسلل إلى الدائرة باسم الإنضمام للشرعية ، وأعطي رجال الشاطر أعمال حساسة في أهم المفاصل الإدارية لدائرة التوجيه ، منها شعبة القوى البشرية وتسبب في ذلك بشيئين رئيسيين : 
أ) عدم تواجد المخلصين للجيش الوطني في الدائرة ، وتقديمهم العمل الخاص على العمل العام الذي هم مكلفون به ، أو معنيون به بالأساس .
ب) عدم توفير الدعم اللازم لتفعيل شعب الدائرة ومديرياتها من قبل قيادة الجيش العليا ، وتعاملهم مع دائرة التوجيه المعنوي على أنها دائرة ثانوية لا يرمى لها إلا بالفتات ، جعل ذلك الكثير من الكوادر يتغيب عن الدائرة والدوام فيها ليعمل في مؤسسات خاصة تمارس جزء من مهامه في الدائرة ويتقاضى منها ما يسد به رمق البقاء ، هذا الوضع أضطر مدير الدائرة إلى الإكتفاء بالمتابعة الفردية لمنتسبي الدائرة ، وحينما ضاق الحال الإداري والمالي للدائرة ترك رئيس الدائرة دائرة التوجيه وأسند مهامه لنائبه وغادر إلى القاهرة ، ليخضع على إثرها لفراش المرض ويقوم بعملية للقلب ، والذي ربما كان للمشاكل والعراقيل التي واجهها سبب رئيس في المرض الذي وقع عليه .
هذا الوضع أوجد مساحة لمن أفرغهم الإنقلاب لاختراق الدائرة وممارسة العبث الإداري من خلالها ، مكنهم من ممارسة الفساد الذي يشتهو بسهولة ويسر ، بشكل مرتب له ، ومعد ليتم بعد ذلك تسريبه للإعلام وخلق هزيمة معنوية للجيش الوطني في أهم دوائره الموجهه للحرب والصراع .

وكل ما سبق يعتبر من أهم الأسباب التي مكنت رجال الشاطر يمارسون الفساد بأريحية تامة وجعلت الكثير من الإعلاميين يوجهون سهام النقد إليها .
الأهداف من ممارسة الفساد في الدائرة ونشرها في وسائل الإعلام 
أنا هنا لست في صدد تبرير الفساد وإنما في توضيح منابعه للمخلصين من أنصار الشرعية ، وعليه أقول : يدرك اليمنيون أن الشاطر كان العقل الناظم للفساد في حكم عفاش ، ولو تفحصتم في العناصر التي مارست الفساد داخل الدائرة ، لوجدها من العناصر التي ترعرعت في حضن الشاطر ، وكانت أنامل الشاطر هي الصائغ  للمسات الاحتيال الإداري والهبر المالي لجميعهم ، ولا يعني ذلك أن كل من في الدائرة من هذا النموذج ، ولكن ثمة ثلاث إلى أربع شخصيات ممسكة بمفاصل إدارية هامة داخل الدائرة ، ولن أنسى موقفاً كنت شاهداً عليه جمع ذلك الموقف نائب رئيس الدائرة ورئيس شعبة القوى البشرية قال فيها رئيس شعبة القوى البشرية لنائب رئيس الدائرة : أنت (يقصد نائب رئيس الدائرة ) أصلح أموري في رئاسة هيئة الأركان وأنا أصلح أمورك هنا ، وبهذا الشكل تمارس تلك العناصر الفساد من خلال مواقعهم القيادية للأهداف التالية :

أ) إيجاد مساحة واسعة للتشويه بالجيش الوطني ، من خلال التشويه لأهم دائرة فيه ، والتي من المفترض أن تكون دائرة يتسم منتسبوها بمثالية في الإنضباط والإرتباط والأمانة والنزاهة والنقاء ، وإذا ما تم خلق صورة مشوهة عن دائرة التوجيه فإن تلك الصورة المشوهة ستعمم على بقية الجيش الوطني من باب أولى .
ب) هد المعنويات لدى الجيش الوطني ، وذلك من خلال التشكيك بمبادئ وصدق ونقاء العقل الصانع للعقيدة القتالية للجيش الوطني والمتمثل بدائرة التوجيه المعنوي ، ولا أشك بأن العناصر التي تم إعطاءها مناصب قيادية هامة في الدائرة وتمارس فساد بهذا الشكل بأنها عناصر إنقلابية وتعمل لصالح الإنقلاب من داخل صفوف الشرعية ، وهي مدعومة مادياً وتكتيكياً في الجانب الإداري من قبل سلطات الإنقلاب .
ج) الطمع في الكسب المادي لدى عناصر الفساد ، وأعتبر أن هذه أمر ثانوي بالنسبة إليهم ، لأن من يقرأ أحوالهم يدرك أنهم مدعومون وبسخاء من قبل عفاش ، حيث وأنهم يعيشون ظروفاً مادية غير الظروف التي يعيشها المقاومون هنا في مأرب .

ولن أخفيكم أن العناصر التي مارست الفساد داخل دائرة التوجيه المعنوي كانت من ضمن الذين طلعت لهم لجان المرتبات التابعة للحكومة ازدواج وأشياء كثيرة نبهنا عليها من بدايتها ، لكنا لم نجد المستجيب لما كنا نصرخ منه .
أنا هنا أطالب بالتالي :

١- تشكيل لجنة من دائرة الرقابة والتفتيش ، تقوم بالنزول إلى شعبة القوى البشرية والتحقيق في كلما أثير حوله إعلامياً .

٢- اتخاذ الإجراءات العسكرية الصارمة في حق كل عابث بأهم مؤسسات البلد .

٣- استدعاء كل من النواب والمساعدين ومدراء المديريات ورؤساء الشعب ومناقشة الوضع بشفافية ووضوح ، وبشكل عاجل ، وإحالة كل عابث للتحقيق أياً كانت رتبته أو منصبه .

وفي الأخير : لا أنسى أن أشد على أيادي المناضلين الذين يكافحون لبناء الدائرة بلا شيئ من الإمكانيات ، الذين تركوا ما يلهث وراءه غيرهم من مردودات العمل الخاص لكي يحافظوا على ما يمكن الحفاظ عليه في دائرة التوجيه من الاختطاف الذي سيكون عند غيابهم من قبل قوى الإنقلاب ، وهم إلى الان موجودون يعانون أمر الظروف ويتفرج عليهم الكثير ومع ذلك يصبرون ويتحملون لأنهم يحملون هم فبراير المجيد وطموحات سبتمبر العنيد ولا نامت أعين الجبناء .

وقد لا تصدقوني إن قلت لكم : بأني رئيس شعبة في دائرة التوجيه ومنذ أن كلفت برئاستها إلى الآن لم أعط أي ميزانية تشغيلية لأعمال وبرامج الشعبة التي قدمتها في خطة عام ٢٠١٧م ، وأني ومن معي نعمل بلا مقابل وبلا إمكانيات والله المستعان ولا سامح الله من كان السبب في ذلك أياً كان .