اليمن يغرق في الفوضى والقاعدة تستولي على موقع عسكري وتسيطر على المكلا

استولى مقاتلون من القاعدة على مقر قيادة الجيش في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، وفرضوا سيطرتهم على مجمل المدينة باستثناء المطار وبعض المراكز العسكرية، بحسب مصدر عسكري وسكان.
وقال المصدر العسكري ان المقاتلين الذين دخلوا المدينة امس الخميس “استولوا بعد الظهر على مقر المنطقة العسكرية الثانية في الجيش دون اي مقاومة”.
واضاف ان “قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء محسن ناصر مثنى والجنود انسحبوا من مقر القيادة باتجاه المواقع العسكرية المجاورة للمطار” وهي المناطق الحساسة الوحيدة التي لا تسيطر عليها القاعدة.
من جهته، قال مصدر امني ان اشتباكات محدودة اندلعت قبل السيطرة على مقر القيادة مضيفا ان مقاتلي القاعدة استولوا على دبابة ومصفحتين كانتا امام المقر.
وقبل ذلك بقليل، سيطر المقاتلون من التنظيم المتطرف على المرفا من دون مقاومة تذكر بحسب المصدر.
وقال شهود ان انصار القاعدة شاركوا في تظاهرة سيارة رافعين راياتهم السوداء في شوارع المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 الف نسمة.
ونظرا لحالة الهلع والخوف، بدات عائلات باكملها مغادرة المكلا بحثا عن اماكن آمنة خارجها كما افاد شهود عيان.
في 2009، نشأ تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة لعرب” اثر اندماج الفرعين السعودي واليمني في الشبكة التي تزعمها اسامة بن لادن.
والخميس وفي خطوة مفاجئة، اقتحم مقاتلون من القاعدة السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، وحرروا 300 موقوف بينهم خالد باطرفي، ابرز قادتهم.
وقال مسؤول ان مقاتلي القاعدة فرضوا الجمعة سيطرتهم بشكل جزئي على المكلا حيث انتشر بين 200 و300 مسلح في وسطها وغربها حيث اقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء.
واوضح مسوؤل محلي لفرانس برس ان مقاتلين من القاعدة “يسيطرون على احياء وليس على مجمل المكلا”.
كما سيطروا على المرفا ايضا.
وقال ماثيو غيدير خبير شؤون العالم العربي واستاذ الدراسات الاسلامية “انه نجاح رهن الظروف”.
واضاف ان القاعدة “اغتنمت الفوضى للبروز مجددا” مشيرا الى “ظاهرة مقلقة”: ففي كل مرة يتم فيها تحرير سجناء ان كان ذلك في “سوريا او العراق او ليبيا، فان الكلمة الحاسمة في الاحداث تكون للجهاديين المحررين”.
كما استفادت القاعدة خصوصا من تراجع قدرات واشنطن، التي شنت حربا بلا هوادة على المتطرفين في اليمن مستخدمة الطائرات المسيرة، بسبب اغلاق سفارتها في صنعاء وفرار حليفها الرئيس عبد ربه منصور هادي الشهر الماضي الى السعودية.
كما اجلت الولايات المتحدة عسكرييها الذين كانوا متمركزين في الجنوب في 21 اذار/مارس.
وبدات القاعدة عمليتها بالتزامن مع مضاعفة الانتقادات الموجهة الى الغارات الجوية بقيادة السعودية بسبب سقوط مئات المدنيين ضحايا وحين يناشد خصوم المتمردين الشيعة التحالف ارسال قوات برية الى اليمن.
من جهته، قال جان بيار فيليو خبير الشؤون الاسلامية والاستاذ في معهد باريس للعلاقات الدولية “طالما لم يتم توضيح اهداف الحرب وسبل توجيهها، فان الجهاديين سيغتنمون الفوضى المتزايدة على خلفية التنافس بين القاعدة والدولة الاسلامية”.
واضاف ان “الرهان الرئيسي للتنافس هو محافظة حضرموت” معقل عائلة بن لادن فالقاعدة استعادت زمام المبادرة بمواجهة الدولة الاسلامية لكن المنافسة بين هذين الفصيلين ستستمر لوقت طويل”.
قال غيدير ان “اليمن ينزلق تدريجيا الى حرب اهلية طائفية تعيد الى الاذهان بدايات الازمة السورية ومن ثم العراقية” في وقت تدعو فيه القاعدة من مساجد المكلا الى “الجهاد ضد الروافض والحوثيين”.
ولا يستبعد غيدير “في حال تدهورت الاوضاع اكثر قيام حلف موضوعي” بين السعودية والجهاديين ضد الحوثيين الذين تدعمهم ايران.
وباطلاقها هذه العملية، تعتقد السعودية ودول الخليج انها ستقطع الطريق على القاعدة التي تبدو منذ اشهر عدة كراس الحربة في المعركة بمواجهة الحوثيين.
وكان دبلوماسي في الخليج صرح في 28 الشهر الماضي “لقد اضعفنا قدرات القاعدة التي كانت تستعد لرفع راية السنة كما فعلت في العراق”.
لكن غيدير اعتبر ان “بقاء القوى الجهادية في اليمن كما هي عليه سيجعل عملية القضاء عليها امرا مستحيلا”.

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..