الرئيس هادي يبدي استعداده لقبول مطالب الحوثيين بعد هزيمة حراسه

صنعاء (رويترز) – أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء عن استعداده لتنفيذ بعض المطالب الخاصة بالتعديل الدستوري وتقاسم السلطة مع المتمردين الحوثيين الذين اتخذوا مواقع أمام قصره بعد هزيمة حراسه في معركة استمرت يومين.

وشجبت الدول العربية الخليجية المجاورة ماوصفته بأنه انقلاب في اليمن وان كان كلا من الحوثيين وبعض حلفاء الرئيس نفوا الاطاحة به.

وقال مصدر مقرب من الرئيس إن هادي اجتمع مع مسؤول من الجماعة الشيعية وانه سيصدر في غضون ساعات مراسيم تؤدي إلى حل جميع الخلافات. ونفى المصدر ان هادي يخضع للاقامة الجبرية داخل منزله الذي يحيط به مقاتلون حوثيون منذ الصباح الباكر.

مقاتلون حوثيون اثناء دورية امنية في صنعاء يوم 21 يناير كانون الثاني 2015. تصوير: خالد عبدالله – رويترز

وفي بيان صدر في المساء قال هادي إن من حق أعضاء جماعة الحوثي أن يعيَنوا في مناصب في جميع مؤسسات الدولة وإن مسودة الدستور التي كانت مصدر خلاف بينه وبين الحوثيين قابلة للتعديل.

وأضاف أن الحوثيين وافقوا على سحب مقاتليهم من المناطق المطلة على قصره وأنهم سيطلقون سراح مساعده الذي يحتجزونه منذ يوم السبت.

وجاء في البيان “مسودة الدستور قابلة للتعديل والحذف والتهذيب والاضافة.” وتابع أن كل الأطراف اتفقت على ضرورة عودة مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات إلى العمل سريعا.

وبعد اشتباكات عند مكتب الرئيس ومنزله يوم الثلاثاء هدد زعيم الحوثيين في كلمة ألقاها ليل الاربعاء باتخاذ مزيد من “الاجراءات” اذا لم يذعن هادي لمطلبه باجراء تغييرات دستورية تمنح الحوثيين المزيد من السلطة.

واقتحم الحوثيون العاصمة اليمنية قبل أربعة أشهر وأصبحوا القوة المهيمنة في البلاد. ويبدو انهم قرروا الان على الاقل عدم الاطاحة بهادي مفضلين على الأرجح ممارسة سيطرتهم على رئيس ضعيف بدلا من تحمل أعباء السلطة.

وأدت الهزيمة التي ألحقوها بحرس الرئاسة في معارك بالاسلحة والمدفعية في الايام الاخيرة إلى تزايد الفوضى في بلد تنفذ فيه الولايات المتحدة ضربات بطائرات بدون طيار ضد واحد من أقوى أجنحة تنظيم القاعدة.

وبحلول صباح يوم الاربعاء تولى مقاتلون حوثيون تدعمهم عربات مدرعة حراسة مقر اقامة الرئيس. وكانت مواقع الحراسة التي يشغلها حرس الرئاسة خالية في البداية لكن ظهر في وقت لاحق عدد صغير من الحراس وسمح لهم بشغل مواقع.

وقال محمد البخيتي العضو بالمكتب السياسي للحوثيين لرويترز ان الرئيس هادي مازال في منزله ولا توجد مشكلة ويمكنه ان يغادره.

وغادر رئيس الوزراء خالد بحاح مقره الرسمي الذي كان يحيط به مقاتلون حوثيون إلى مكان آمن بعد ثلاثة ايام من الحصار حسبما قال أحد مساعديه لرويترز.

وقالت مصادر عسكرية يمنية إن الحوثيين استولوا على كلية الطيران الحربي التي تقع بالقرب من منزل هادي وقاعدة الصواريخ الرئيسية بدون قتال.

وفي جنوب البلاد وهو المنطقة التي يوجد بها منزل هادي شجب مسؤولون محليون ما وصفوه بأنه انقلاب ضده. وأغلقوا الموانيء الجوية والبحرية في عدن المدينة الرئيسية في الجنوب وكذلك طرق الدخول البرية.

وشجبت الدول العربية الخليجية التي تؤيد هادي وتعارض النفوذ الإيراني في المنطقة ما وصفته بأنه أعمال ارهابية من جانب الحوثيين وحلفائهم. وطالبت باعادة مؤسسات الدولة إلى سيطرة الحكومة والافراج عن مدير مكتب هادي الذي خطفه الحوثيون في الاسبوع الماضي.

ويعاني اليمن من تمرد اسلامي وصراع انفصالي وأزمة اقتصادية منذ سنوات. وأدت انتفاضة شعبية أثناء “الربيع العربي” في عام 2011 الى سقوط الرئيس علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لفترة طويلة وجلبت مزيدا من الفوضى.

واقتحم الحوثيون العاصمة في سبتمبر ايلول لكنهم امتنعوا عن مواجهة هادي مباشرة حتى هذا الاسبوع.

ويتهمون الرئيس بالسعي إلى التراجع عن اتفاق اقتسام السلطة الذي وقع عندما سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر ايلول ويقولون انهم يعملون على حماية مؤسسات الدولة من موظفي الحكومة الفاسدين ومن الضباط الذين يحاولون نهب ممتلكات الدولة.

وخاض المقاتلون الحوثيون معارك ضد الحرس في منزل هادي ودخلوا قصر الرئاسة يوم الثلاثاء. وفي كلمة أذاعها التلفزيون في ليل الاربعاء حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الرئيس هادي من انه يتعين عليه تنفيذ اتفاق اقتسام السلطة الذي أبرمه عندما سيطر رجاله على العاصمة في سبمبر ايلول.

ويعطي هذا الاتفاق لجماعة الحوثيين دورا في المؤسسات العسكرية والمدنية. ويطالب الحوثيون أيضا بتغييرات في اقتسام السلطة الاقليمية في مسودة الدستور.

ولم تترك كلمة عبد الملك مجالا يذكر للشك في ان حركته تسيطر فعليا الان على البلاد. وأشارت صحيفة المصدر اليه على انه “رئيس الرئيس”.

وظهور الحوثيين على انهم القوة الحقيقية في اليمن في سبتمبر ايلول أحدث تقلبات في التحالفات في أنحاء الطيف السياسي في اليمن واثار مخاوف من زيادة عدم الاستقرار في بلد -يشترك في الحدود مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم- وبه واحد من أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.

ومن المرجح أن يؤدي العمل الذي أقدم عليه الحوثيون هذا الاسبوع إلى صراع اقليمي من أجل النفوذ بين السعودية وإيران وربما يعقد جهود مكافحة الارهاب في المنطقة. ولغضبها من سيطرة الحوثيين في سبتمبر ايلول

المصدر رويترز