صورة مسجد

#سيد_ولد_آدم

لأول مرة منذ أن اتخذت الكتابة سبيلاً لما يُعتمل في قلبي؛ لأول مرة تخونني كلماتي!!

رباه… ماالذي يحدث معي! لقد أبتْ حروفي أن تصف ما بقلبي وأعلنت العصيان؛ وحُق لها ذلك!!

أتدرون لماذا؟ لأن كلمات الوصف أضحت مستهلكة، والحروف بحد ذاتها ثابتة لا تتغير.. أجل لقد حملتُها فوق طاقتها. فمهما ارتقت الكلمات ولو وصلت الليل بالنهار أنظم قصيدة لأصف إنسان قد تفوق عن كل معاني الإنسانية ؛لما بلغت معشار ما أُتي من خُلق وخِلقة. نعم ياسادة إنه المعلم السامي، قائد البشرية، النور الذي سطع ملئ الاكوان فبدد ظلام الجاهلية وقساوة القلوب. ومن غيره خاتم الأنبياء والمرسلين، وقبل ذلك عُرف بالصادق الأمين ..من كانت بعثته رحمة للعالمين “محمـــداً عليه أفضل الضلاة وأتم التسليم.. فلو وددت وصفه فعلي أن أستلف حروفا من لغات أخرى علها مع حروفي العربية تنال -باستحياء-شرف وصفه فتطاول السماء رفعة ومكانة….،

ففي كل لحظة من لحظات حياته؛ ضرب لنا أروع الأمثال.. ولسيرته العطرة أروع وأجمل ما يقال . في حربه وسلمه كان مثالا للطهر والجمال..؛ فتعالوا.. تعالوا لننهل من عبق سيرته عطرا فتفوح روائحه لتُهدينا سبل السلام، تعالوا نقتبس من وحيه نورا فنٰضئ به عتمة الظلام، تعالوا لنقطف من بستان احاديثه روْح.. وريحان .. ففي حضرته يخجل الجمال، ويضمحّل الخيال.. كيف لا! فهو لا عين رأت له مثيلا، ولا أذن سمعت لحديثه شبيها، ولاخطر على قلب بشر له نِدا او سميا.

أفهم لقد أطلتُ وصعّبتُ الأمور عليكم أكثر، ولكن لتكفينا شرف المحاولة.. محاولة وصفه صلى الله عليه وسلم. وليكن لنا لقاء أسبوعي معه صلى الله عليه وسلم لإحياء أرواحنا، وإعطاءها فسحة من متاعب الحياة. إذا فلنبدأ الرحلة المحمدية على بركة الله.

هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. ويرجع نسله الى إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام.

ومما جاء في وصف خِلقته صلى الله عليه وسلم أن الصاحبة كلاً قد وصفه وألفوا بذلك الكثير من الكتب اخترنا منها ما يأتي :

أما جسمه فقد كان فخما مفخما، من رآه بديهة هابه-اي عن بعد – ومن خالطه معرفة احبه. كان رجلا مربوعا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان الى الطول أقرب. لم يكن يماشي احدا من الناس الا طاله، ولا جلس في مجلس الا يكون كتفه أعلى من الجالسين. وكان معتدل الخَلق، حسن الجسم، متماسك البدن، انور المتجرد -ماتجرد من جسمه. واما لونه فقد كان أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق -أي لم يكن شديد البياض كالبرص -ولا بالآدم -الأسمر. كان ضخم الرأس، عظيم الهامة،. كان شديد سواد الشعر ولم يكن شعره بالجعد القَططْ -شديد الجعوده – ولا بالسبّط المرسل.كان جعدا رجلا فيه تثن قليل.

، وكان شعره يصل الى اذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الخلق. ولم يحلق رأسه كلية سنوات الهجرة إلا عام الحديبية، ثم عمرة القضاء، ثم حجة الوداع. كان يرسل شعره، ثم ترك ذلك وصار يفرقه من وسط الرأس. توفي وليس في راسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.عنقه وياله من عنق! فقد كانت كجيد دمية في صفاء الفضة. أما ذراعاه ويداه فقد كان طويل الزندين -الذراعين – أشعرهما -كثيف الشعر- رحب الراحه -الكف- شئن الكف والقدمين -غليظ، الاصابع – سائل الأطراف -أصابعه طويلة ليست بمنعقده . إبطاه كانا أبيضين وقد كان ذلك من علامات النبوة. كان منكباه واسعين، كثيري الشعر، وكذا أعالي الصدر. سواءالبطن والصدر، عريض الصدر، طويل المسربة موصول ما بين اللبة -النقرة التي فوق الصدر-والسرة بشعر يجري كالخيط. وكان ضخم الكراديس – المفاصل – مابين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة أو مثل الهلال فيها شعيرات متجمعات وكانت تلك هي خاتم النبوة. كان أسيل الوجه -مستوٍ-سهل الخدين ولم يكن مستديرا غاية التدوير، بل كان بين الإستدارة والإساله. كان واسع الجبين -ممتد الجبين طولا وعرضا- مستويا.كان حاجباه قويين مقوسين متصلين اتصالا خفيفا، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرا وذلك بسبب غبار السفر بينهما عرق يدره الغضب. كان اشكل -طويل شق العينين – أدعج -شديد سواد العينين – في بياضهما حمرة -عروق حمر رقاق – وهي من علامات النبوة وكانت عيناه واسعتين جميليتين. ذات أهداب طويلة الرموش، كثيرة حتى تلتبس من كثرتها. إذا نظر إليه الشخص قال أكحل العينين وليس بأكحل. يحسبه من يتأمله أشم الأنف ولم يكن أشم -الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا – وكان مستقيما، أقنى -طويلا في وسطه بعض ارتفاع – مع دقة أرنبته -ما لان من الأنف. كان ضليع الفم -واسع-، أحسن الناس شفتين وألطفهم ختم فم. أشنب -في أسنانه رقة وتحدد – مفلج الأسنان -متفرق الثنايا – إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه. كان حسن اللحية كثيفها وكانت عنفقته -الشعر الذي يظهر تحت الشفه السفلى وفوق الذقن -بارزة وحولهاوكبياض اللؤلؤ، في اسفل عنفقته شعر منقاد حتى يصل اللحية. كان ضخم القدمين يطأ الأرض بقدمه كلها ليس لها أخمص -الجزء المرتفع عن الأرض من القدم -وكان منهوس العقبين -قليل لحم العِقب – .

ولعلنا نلخص ما ذكر في حديث أم معبد والذي يُعدُّ من أجمل ما قيل في وصفه صلى الله عليه وسلم وهو كالآتي :

عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة الى المدينة مع أبر بكر الصديق ،عامر بن فهيره -مولى ابي بكر – ،ودليلهم عبد الله بن أريقط اشتد بهم العطش، وبلغ الجوع بهم منتهاه، جاءوا إلى أم معبد ونزلوا بخيمتها، وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا، فلم يجدوا عندها شيئاً، فنظر النبي في جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: يا أم معبد! هل بها من لبن؟ قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)، فقال: أتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد في شاتها، فدرّت واجترّت، فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب آخرهم. ثم حلب ثانيًا، وتركه عندها، وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة عازب بعيدة عن المرعي، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ في البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت:

إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَدر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (كلامه بيّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفى آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (يحفه الناس ويخدمونه). لا عابس ولا مُفنّد (ضعيف الرأي)

فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى يلحقا برسول الله في المدينة، وهناك أسلما، ودخلا في الإسلام.

بابي أنت وامي يارسول الله…

إذا ذلك هو حبيبنا وقدوتنا خير خلق الله. وكما قلنا آنفا تكفينا شرف المحاولة. هل تفتخر بنبيك ؟ هل يُعدُّ الرسول قدوتك في الحياة؟ لا بد وأن إجابتكم هي نعم بكل تأكيد. إذا فلنجدد اللقاء، ولنحلق عاليا في رحاب الطهر والنقاء، في حضرة خير الرسل والأنبياء .صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .بقلمي /منال البرعي.

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..