اُهديك رقصةً

وضاقت بهِ السبل الى ان يحتجز نفسه في غرفته الاقرب هي للبعيدة عنهم تاركاً خلفهُ لنزيف الكلمات اصداءً واصداء يحاول الهرب من ضجيج الكلمات والسم الرعاف لمن هم من حوله وتضيق به السبل الى ان يبغض ابيه ويحقد اقاربه ويشتم مصيره بينه وبين اقرانه غير المتحابين من الادميين وبنو البشر ..   ويقارع نفسه وحيدا على خلوةً بينه وبين ذاته بدون الفواصل والمعلقات بدون الحواجب والرسميات،سقم الحياة وزاد العيش وحدة التفكير بالمصير الى المجهول،رأسمالية الصراع وضجيج الكلمات وفساد الانفس..   يحاول ان يوهم ان يقنع ان يكسو نفسهُ بحزم الافكار المجدوله بجذرية الحلول بتوابع النرجسيه وبحب الذات التي لم تكن يوما احدى معتقداته او حتى مكنون عقيدته او صيرورة افعاله او بنى حديثه او هوامش ثرثراته..   ولم يجد لنفسه حضنً سوى الادب فأقبل عليه لاجئاً منزوع الهوية مجرد الحول والقوه ودقائق معدوده هي الى ان يتعالى الايقاع الفخم لخريف تشايكوفسكي مماثلا متحديا لأكثر الاماكن جمالً للبندقيةِ الحسناء وفارعة الطول نابولي وتتوقد تلك الشعله التي انطفأت بين اكوام البؤس والاحباط وتهم بالتلألئ مشعلةً الحلم الراقد الذي يندثر في الاعماق ويخال اليه من شدة الحماسةِ ان حلمه بات امرأةً حسناء ذي ملامح قوقازيه ترغب بمشاطرته رقصة التانغو الملحميه لتعيد في قرارة نفسه صيحات الحياة من جديد وتناشده العودة الى حلمه المنطفئ قبل ان تفارقه هي بعيداً الى جبالً يعتريها الثلج والنار ويبقى وحيدً من غير ادنى حلم ..