الحلقة الثالثة ما الذي حدث في صنعاء ؟

مقال يتحدث في الحلقة الثالثة  ما الذي حدث في صنعاء ؟ للدكتور ثابت حسين صالح علي نائباً لرئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية

بتحرك انصار الله ورفعهم للمطالب الثلاثة: اسقاط الجرعة واقالة الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار يكون الصراع السياسي قد تجاوز الخصمين اللدودين( انصار الله والاصلاح)ليشمل قضايا وطنية تعني الجميع ليكسب هذا التحرك زخما شعبيا وسياسيا كبيرا .
تمثل تحرك انصار الله باقامة الاعتصامات المحمية بالسلاح في العاصمة صنعاء ومداخلها الرئيسة وفي اماكن هامة اختيرت بدقة وتحريك المسيرات السلمية في شوارع صنعاء وبعض المدن الاخرى وبشكل تصاعدي وتوسع افقي وراسي مثير للدهشة.
في حين تجاهلت الحكومة هذه المطالب في بداية الامر ثم حاولت التشكيك في النوايا التي تقف خلف هذه المطالب ثم انتقلت الى تشكيل ما سمي بهيئة الاصطفاف الوطني التي هيمن عليها حزب الاصلاح …هذه الهيئة كررت سياسة النطام السابق عام 2011م (ساحة بساحة ) وحرب اعلامية ونفسية ادت الى فرز وانقسام سياسي ومجتمعي قائم على (مع وضد) وحصرت التعامل مع التحرك الذي قاده انصار الله بين الرفض او المواجهة .
لكن ذلك لم يجد نفعا بل وفر شروط نشوء ازمة شاملة … فلجا رئيس الجمهورية الى وضع الجميع امام مسؤولياتهم في البحث عن حلول سياسية للخروج من هذه الازمة .
فكانت اللقاءات الموسعة لكبار قادة ومسؤولي الدولة والاحزاب والتي وصلت الى استنتاج مفاده ان لا حل لهذه الازمة سوى الحل السياسي وبمشاركة الطرف الاخر – رغم ارتفاع بعض الاصوات التي طالبت باستخدام القوة “لاعادة الغزاة الى كهوفهم”- .

الدكتور ثابت حسين صالح علي نائباً لرئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية


اذا” كان خيار التفاوض هو الممكن والاصوب فتم ارسال وفدا الى صعده … ومعروف مسار هذا التفاوض ومخاضاته وتعقيداته ونتائجه .
تعمدت بعض القوى الى افشال التفاوض من خلال حرب الاشاعات والتصريحات والتسريبات … ناهيك عن ان مهمة اللجنة الرئاسية تراوحت بين ايصال الرسائل بين صنعاء وصعدة وبين استطلاع راي الطرف الاخر دون امتلاك صلاحيات التفاوض بشان الحلول.
عادت لجنة الرئاسة الى صنعاء وقدمت تقريرها على عجل متلهفة لقطف ثمار مهمتها الغير ناضجة اصلا وكانها تحاول انتزاع اوراق الضغط الحوثية … فاقترحت تخفيض 500ريال وتشكيل حكومة وحدة وطنية !!! وتلتها مطالبة هيئة الاصطفاف بالدعوة الى تخفيض الجرعة واقالة الحكومة !!!
ورغم تواضع هذه الخطوة فقد كان من اهم اخطائها انه لم يتم التوافق مع الطرف الاخر وان الدولة امضت من طرف واحد في نفس اليوم في تنفيذ التخفيض. اما موضوع الحكومة المقترحة فاول من تخلى عنها حزبا المؤتمر والاصلاح اللذان اصرا على التمسك بالمبادرة الخليجية العتيقة التي عفى عليها الزمن وطوتها مخرجات الحوار .
في حين صعد انصار الله من تحركهم على الارض مع ابداء مرونة تفاوضية ملموسة حول مطالبهم وخاصة القبول ب1000ريال تخفيضا”للجرعة… مما حشر الحكومة والاصطفاف في زاوية ضيقة .
اسمحوا لي ان اكتفي بهذا السرد وسانتقل في الحلقات القادمة الى الجانب التحليلي لاداء الطرفين في هذه الازمة ونتائجها ودروسها المستخلصة وتاثيرها على رسم تطورات المستقبل اليمني عامة والجنوبي خاصة …

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..