الحلقة الثانية ما الذي حدث في صنعاء؟

مقال يتحدث في الحلقة الثانية   ما الذي حدث في صنعاء ؟ للدكتور ثابت حسين صالح علي نائباً لرئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية

حاولت في الحلقة الماضية من هذا المنشور اعطاء خلفية تاريخية موجزة لما حدث في صنعاء سبتمبر 2014م … وساحاول تاليا” وفي هذه الحلقة مواصلة تسليط الضوء على ما حدث من زاوية المراقب والمتابع والمحلل السياسي والعسكري ليس الا … ونزولا عند رغبة وتفاعل العديد من الاصدقاء والزملاء. 
وقبل ذلك علي ان اشكر كل من ساهم بالتعليق والملاحظة والاعجاب على الحلقة السابقة … 
واود ان اضيف ان الحديث عن مرحلة 1962-2014م سيجد فيها القاريء بعض المحطات الايجابية القليلة والنادرة كفترة الرئيس ابراهيم الحمدي 1974-1977م والذي عمل جاهدا على وضع اسس الدولة في صنعاء لكن التحالف القبلي العسكري اغتاله بطريقة بشعة والابشع منها محاولة تشويه سمعته وتلطيخ صفحته الناصعة.
اما الفترة الثانية فكانت بعد الوحدة مباشرة اعوام 1990-1993م كما اشرنا في الحلقة السابقة .
وعودة الى موضوع هذه الحلقة : كيف استطاع انصار الله بلوغ اهداف تحركهم وكيف حاول البعض وصف ما حصل بسقوط صنعاء وانهيار الجيش وانكسار هيبة الدولة وخيانة ومؤامرة وغيرها من التصنيفات والاسقاطات البعيدة عن التحليل الموضوعي العلمي !!!
جوهر الخطا في هذه التحليلات انها تقوم على احكام جاهزة وقناعات مسبقة تجاه حركة انصار الله بتصويرها (كمجموعة مسلحين متمردين وخارجين عن النظام والقانون جاءوا من كهوف مران لاحتلال صنعاء ) !!!
وتناسى هؤلاء ان حركة انصار الله لم تعد كما كانت عند تاسيسها في جبال مران بصعدة قبل سنوات بعيدة كحركة مذهبية طائفية بل اضحت تيارا “سياسيا” وشعبيا” وعسكريا”قويا” وفعالا” ولها انصارها وامتداداتها في صنعاء وكل المحافظات الشمالية منذ سنوات طويلة.
وتحرك هذا التيار مختارا” اللحظة التاريخية المناسبة ونضوح الظروف الموضوعية (حالة الغليان الشعبي جراء وصول الاوضاع العامة الى حالة لا تطاق ) والظروف الذاتية ( نضوح الوعي الثوري والقيادة السياسية والزعامة ) .

الدكتور ثابت حسين صالح علي نائباً لرئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية


وباختصار شديد جاء تحرك انصار الله بعد دراسة دقيقة وتقدير سليم للموقف وقرارات مدروسة وخيارات متعددة ومسارات صاعدة وفاعلة.
وتم استخدام الوسائل والادوات السياسية والاعلامية والشعبية والعسكرية بصورة متناسقة ومتلازمة.
استطاع انصار الله كسب تاييد قطاعات واسعة من الشعب من عامة الناس والقبائل والجيش والامن وتحييد البعض الاخر وحصر الصراع مع طرف سياسي بعينه هو الاصلاح والقبائل الموالية له ووجهوا سهامهم باتجاه الحكومة الفاشلة وغول الفساد والاستبداد وكل هذا لقي ترحيبا وتاييدا وانعش امال اليمنيين في التخلص من قوى الفساد والاستبداد المزمنة والتغيير الجذري الذي فشلت في تحقيقه ثورة فبراير 2011م.
كيف اديرت هذه الازمة تفاوضيا” وسياسيا” وامنيا” وعسكريا”وكيف انتهت الى تحول تاريخي فاصل ؟ كل هذا سنحاول قراءته في حلقة قادمة باذن الله 

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..