هوس السيادة الإعلامي

هيثم الحصباني

” قناة كل اليمنيين ” لطالما ضاجت أسماعنا من تكرار هذه العبارة والتي لم أفهم معناها الا في حضم احداث ثورة 11 فبراير عندما أتضح لي انها لم تكن سوى قناة للحاكم فقط .

لا لذكر انها في تلك الفترة عبرت عن رأي الشعب بحيادية او حتى التزمت ولو حتى بقليل من المهنية في نقل المشهد الكامل للشارع اليمني بشقية المؤيد والمعارض للنظام أنذاك .

التعصب الكامل للسلطة او لطرف معين وتزوير الحقائق وتشوية الطرق الاخر من ابرز ماجعل المواطن اليمني ينظر للقنوات الرسمية بعين السخط و الاستحقار .

يبدو ان المشهد نفسه يتكرر حالياً نفس الاستراتيجية الإعلامية للنظام السابق يتبعة بديله الحالي ، هو ذات الخطاب الاعلامي الرسمي المقزز يعود الى الواجهة من جديد ، نفس الولاء السلطوي الاعمى والرؤية بعين واحدة للحدث .

ليس شرطاً أن نتوافق مع رأي وفكرة ومطالب الطرف الاخر ولطن من باب المواطنة المتساوية وكحق لهم كيمنيين ان تنقل القنوات الرسمية همومهم ، ان تعبر عن افكارهم ، ان توصل رسالتهم أياً كانت أفكارهم او توجهاتهم ، ومهما كان اختلافنا معها !

ففي الاول و الاخير المجتمع هو صاحب الحق في تقبل فكر هذا او ذاك ..

جمعات الاحتشاد على سبيل المثال تعري واقع ماساوي تعيشة القنوات الرسمية . تسخير الامكانيات الهائلة ، والجهود الجبارة من اجل تدعيم طرف معين مع تهميش كامل للطرف الاخر تعبر عن اسفاف في استخدام السلطة ضد فئة من فئات الشعب اليمني ..

إذ ان غياب الرؤية ، تجذر الاستبداد ، انتشار الفساد جميعها مدخلات لسياسة عشوائية لسان حالها يقول : ” انت في اليمن ” لذلك لا تتفاجئ عند رؤيتك لإحدى القنوات اليمنية في بث حي للاحداث الماساوية بينما القنوات الرسمية تغرد خارج سرب الواقع ، ولا انسى وسط هذا الظلام ان اشكر نقطة الضوء الوحيدة صاحبة الخطاب المتزن قناة السعيدة .