الجمهورية واخطار السﻻلية عليها ..!!

بقلم/ ابتسام ابودنيا
السُّلالةُ : النُّطفة ( الأحياء ) جملة أفراد متشابهة من حيوان أو نبات تنتقل صفاتها بالوراثة جيلاً بعد جيل ..
اما السﻻلية فهي ادعاء الحق وحصر هذا الحق لفرد بعينه وسﻻلتة ..
في اليمن عندنا نموذجان حيان للسﻻلية ..
اﻻول السﻻلية الهاشمية الهادوية .. والتي تتدعي بالحق اﻻلهي واصطفاء الله لها وحدها بالحكم كونها من نسل نبي اﻻمة محمد صلي الله عليه وعلي اله وسلم والمتمثلة في جماعة الحركة الحوثية حديثا واﻻمامة قديما.. وهذا يتنافي مع تعاليم ديننا اﻻسﻻمي الحنيف .. الذي جعل امر المسلمين شورى بينهم .. وامر الرسول بمشاورة اصحابه في امور الدولة اﻻسﻻمية الوليدة وقتها .. حيث قال عزل وجل في محكم كتابه ..(( وامرهم شورى بينهم ))، ((وشاورهم في اﻻمر))..
كما ان مثل هذا اﻻدعاء يفنط حديث الرسول اﻻعظم الذي قال فيه (ﻻفضل لعربي على اعجمي اﻻ بالتقوى والعمل الصالح)..
وهنا يتضح بطﻻن وزور ماتدعيه هذة الفئة الضالة من الهاشميين السﻻليين الهادويين ..
النوع اﻻخر من السﻻلية هو السﻻلية العفاشية .. وهو ادعاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح انه اﻻجدر بحكم اليمن بل ويظن انه الوحيد القادر علي حكمها .. وكان يؤسس لها ليتسلم الحكم من بعده نجله اﻻكبر ومن ثم احفاده .. فهم يظنون ان هم اﻻحق واﻻجدر بحكم اليمن .. فبدأوا بتوريث الوظائف الحكومية والوزرات للابناء .. بل وجعل الحاشية المحيطة بكل مسؤل في الدولة من ابنائه واقاربه واصهاره .. وهذا يتنافي مع مبادئ ومفاهيم الجمهورية الوطنية التي قامت من اجلها ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة 1962 ضد السﻻلية الهاشمية الهادوية السابقة (اﻻمامة).. فتحولت الي جمهورية سﻻلية عفاشية ليتنسى لنجل صالح الجلوس علي كرسي الحكم ومن بعده ابنائه واحفاده بالتاكيد..
ولكن وبعد قيام ثورة ال 11 من فبراير 2011 والتي اطاحة بالسﻻلية العفاشية .. لم تجد بد من اظهار التحالف القوي بينها وبين السﻻلية الهاشمية الهادوية الجديدة(الحوثية) للانقﻻب علي الجمهورية الوطنية .. ونظام الحكم الديمقراطي الذي يتطلع اليه كل ابناء اليمن .. ظنا منهما ان كل طرف سيتسنى له القضاء علي خصمه السﻻلي فيما بعد بسهولة كونه الطرف اﻻقوى بعد اﻻنقﻻب والقضاء علي الجمهورية الوطنية .. وهكذا كانت الحروب اﻻهلية والطائفية السﻻلية ستسمر في اليمن الي ان يشاء الله .. لذلك كان لزاما انهاء اﻻنقﻻب واعادة شرعية الجمهورية الوطنية لليمن ..
الجدير التنويه اليه هنا ان الجمهورية الوطنية ﻻتقبل التوريث والسﻻلية اين كان شكلها او نوعها .. وترفض اي تمييز عنصري فئوي سواء كان سﻻليا او مناطقيا اودينيا او مذهبيا .. كما ترفض اي استغﻻل للمناصب والوظائف الحكومية وتسخيرها وتجييرها لصالح اﻻبناء و اﻻقارب .. وعليه فانه يجب علينا اليقضة والوقوف بحزم ضد كل من يحاول تجيير الجمهورية الوطنية وتحويلها الي سﻻلية ..