غلاب: الحوثيون بدأوا بإستخدام «جعبة» صالح وضعف الشرعية منحت الأخير الثقة

اعتبر الباحث والمحلل السياسي رئيس مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية الدكتور نجيب غلاب بان الخطاب المتلفز للرئيس السابق علي صالح ليلة امس الاول نتاج طبيعي لضعف الشرعية وقياداتها والهزال الذي تعاني منه وضحالتها السياسية .
وأوضح في تصريح لـ«الخبر» الى أن ضعف الشرعية أصبحت عامل اعاقة للتحالف العربي ومنحت صالح ثقة اكثر في مناهضة الجميع لصالح مخططاته. وأشار الى ان صالح فقدَ الكثير من قدراته ومع الضغوط التي يواجهها اصبح اكثر وضوحا في عقائده السياسية منوها إلى أن صالح وفي ظل اختراق جماعة لدوائره وتحالفه معهم اصبح اكثر تخلُّفا وغباء ويعيش الشيء ونقيضه كأي مريض يعاني من اضطراب نفسي عميق.
وقال: لم تعدّ هذه التناقضات انعكاسا لمخططات سياسية ولا نتيجة دهاء بل هي نتاج لوضعه ونتاج لتخبطاته ومخرجا لخوفه من المآلات القادمة.
ويرى غلاب بان الاهم في خطاب صالح هو محاولة توضيح اهداف الانقلاب بطريقة مغايرة لما هو عليه في الواقع الموضوعي.
وأفاد بان هذه النقلة هدفها تبييض الحوثية واعادة تفسير للحدث بطريقة مغايرة، فالانقلاب الذي ارادته الحوثية طريقا لإنتاج دولة الولاية التابعة لايران فشل فشلا ذريعا ولم يعدّ هناك اي إمكانية لتحقيقه.
واشار الى أن صالح من خلال خطابه أتى ليحمل راية الانقلاب ويضع خطوطه بوضوح تام والمتمثل بـ:” انهاء مخرجات الحوار وبالذات الأقلمة، الرفض التام لشرعية هادي، التأكيد على ان المبادرة الخليجية انتهت، اعادة تفسير الدور اليمني باعتباره دور يقبل قيادة المملكة.
واضاف غلاب بان صالح وضع نفسه كزعيم سياسي لا يمكن لاي حل ان يكون ما لم يكن هو الشريك الاول والاساسي، توضيح طبيعة تحالفه مع الحوثي انه ضد التدخل العربي وان الحوثية ستكون اداة من أدواته وانه ليس تابعا لها.
وقال غلاب بان صالح ايضا لا يعترف بمقررات مجلس الامن ولا بالتفاوض مع الشرعية ويرى انه لابد من صفقة خارج كل الوثائق السياسية التي أنتجتها الأزمة اليمنية من ٢٠١١ حتى اللحظة وهذا الإيحاء الخطير في خطابه الأخير هو تعبوي لأنصاره ولإقناع التحالف العربي انه يمتلك مؤهلات حسم اهدافهم بشكل أسرع من الطريق الطويل الذي تخطط له اطراف الشرعية.
واستطرد بان صالح مازال يمارس الابتزاز بطريقته المعتادة ويرى انه مستعد للحرب وانه سيحقق الانتصارات وان خصومته ليست مع السعودية لكنه مستعد ان يتحالف مع ايران اذا لم تتفهم السعودية مطالبه، وهذه الطريقة التي يستخدمها صالح مع السعودية هي نفسها التي قادته الى التحالف مع الحوثية ومساعدتها على الانقلاب وتسهيل سيطرتها على الدولة، بما يعني ان صالح لم يتغير رغم كل ما حصل، وهذا الامر كفيل بتعميق انعدام الثقة به واستمرار الحرب.
وكشف غلاب عن خطط للحوثيين بالانسحاب من واجهة السيطرة والتحكم بهدف اعادة تعبئة القبيلة وتيار صالح المؤتمري ودفعه الى واجهة المعركة العسكرية والسياسية، وهذا ما ظهرت مؤشراته بخطاب صالح .
مضيفا وفي الوقت نفسه تتحرك الحوثية لتقديم التنازلات عبر الوسيط الاممي بطريقة تعيد صياغة دورها كطرف مؤثر لا مسيطر وهي تريد من ذلك اعادة ترتيب أوراق الانقلاب بطريقة مغايرة ايضا بحيث لا تتحمل كوارثة ويبدو ان صالح لديه خيارات اخرى لقبول الشراكة في هذا الانقلاب وبشكل معلن لا لَبْس فيه.
موضحا بان الخطة الجديدة لانقاذ الحوثية اعادة صياغة الانقلاب بوجه وطني لتعبئة مؤيديه بعد ان انهار هذا التأييد بفعل الاهانات المتلاحقة للحركة الحوثية وسيطرتها المطلقة وفسادها الذي اصبح هو المؤسسة الوحيدة التي تبقيها على قيد الحياة.
وتابع دخلت الحوثية الى صنعاء بشعارات الجرعة تنفيذ مخرجات الحوار وانهاء الفساد، ومحاربة الاٍرهاب، وانقلبت على كل شعاراتها. فأصبحت ضد مخرجات الحوار ورفضتها وأنتجت فساد ابشع من فساد ثلاثة وثلاثين سنة، واكثر قبحا وتبجحا من فساد حكومة جماعة فبراير، وصادرت الحريات، ونشرت الفوضى والاضطرابات والحروب الى كل مكان وصلته في اليمن واصبحت ارهاب متحرك اين ما اتجه.
منوها بان الحوثية لديها مشروعها الخاص وهو مشروع ضد طموحات أبناء اليمن وثورة مضادة لجمهورية الشعب ومتعارض مع قيم الشراكة والعدالة والمساواة والحريّة، هو انبثاق للماضي بادوات خمينية اكثر تهديدا لليمن وأمنه ومصالحه حتى من دويلات الأئمة الهادوية.
مشيرا بعد ان اقتنع الجناح السياسي للحوثية بفشل المشروع واقتراب نهايته وقناعتهم ان تجريم الحوثية سيكون هدف أساسي لحرب التحرير يحاول اليوم ان يحدث نقلة اخرى لحماية المشروع واستمراره عبر اعادة موضعت نفسها لا كتيار مسيطر على الانقلاب بل كقوة ملحقة، وهذا الامر يمثل الورطة الاخرى التي سيقع فيها صالح والتكوينات المؤيدة له قبلية وعسكرية وسياسية