الجدلية في دستورية القرآن جدلية لا تتناغم مع العقل

بقلم : مانع سليمان
القرآن دستور وهو مرجعية لكل الدساتير والنظم العالمية كذلك ‘ والقارئ للقرآن بحاسة الفقه الدستوري والمتمعن فيه بالذائقة القانونية سيجد في القرآن كليات عالمية لصياغة دستور خاص لكل جانب من جوانب الحياة ‘ ففي الوقت الذي تركز الدساتير الوضعية على تنظيم سير تفاعلات المادة وكيفية صياغة التوافقات الإنسجامية لتدافعها المستمر وصياغة القوانين على ضوء ذلك ستجد القرآن يخلق حالة تزاوج مصلحي محسوس بين المادة والروح التي تحول الإنضباط المادي من حالة إلزام إلى واقع إنعام وتستجلب طاقات الروح لضبط المادة عن التجاوز عند غياب أدوات الرقابة والتنفيذ المادية التي رتب تكاملاتها القانون الوضعي .

هذه هي ميزة القرآن ودستوريته وهذا ما يدركه الدستوري المعادي للإسلام كمنهجية معتدلة تعاملت مع كل مقومات الحياة بما يتناسب مع تفاعلاتها سواء كانت مادة أو روح لإدراكه بفاقدية تلك الميزة بين منتوجه الفقهي الدستوري ‘ لذلك يسعى لتشكيك الناظر المسلم بكمالية ما لديه من نص دستوري يستطيع من خلاله خلق حالة من الإنسجام التام بين التدافع العلمي والفكري والوجداني في آن واحد .

ولقد أبرز ذلك الإمام أبي الحسن الندوي في كتابه المعنون بــ ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ) .

وحينما نقول عنه دستور فإنا لا نستعير الوصف الخارجي لنقص في القرآن كما يتخيل البعض وإنما نسعى بذلك إلى تقريب الفهم لدى المترهلين على ما يأتي من الآخر وإعادتهم إلى ما يجب أن يمعنوا النظر فيه والتنقيب عن مدلولاته ‘ التي لن تنتج لهم إلا أجمل منظورات الفكر ومدلولات الصياغة .