النبل الذي يغيبه السفه

بقلم : مانع سليمان
هكذا هم الشهداء تجدهم من أنبل أبناء الأرض وأنقى من وطئ على ترابها ‘ وبطريقة عجيبة تكون مغادرتهم لعناء الدنيا ليعانقوا نعيم الجنة والخلود ‘ يذهب النبلاء بأيدي الأنذال ويرحل الأحرار بطعنات العبيد .

وكلما تصفح الإنسان نهايات العظماء سيجدها على أيادي لم تكن تستحق السماح لها بالإشارة إليهم لا المساس بهم .

لذلك ستجد :
حمزة يقتله عبد من العبيد
وعمر يغادر الحياة بطعنات ساقط لئيم فقيد
وعلي تزهق روحه بجهالة مغرر به بليد .

نجوم غيبتهم عن الحياة أدخنة لا تنتج في فضاء تتواجد فيه إلا الضيق والضنك والإختناق ‘ وكان الأصل استئصالها من نسائم أكسجين الحياة للناس .

ومع ذلك فإنه لا يعني رحيل العظماء شهداء نهاية للحق ‘ فإن رحل حمزة عن الحق في أحد شهيداً سيدخر الله لدك دولة الباطل وبناء دولة الحق للضعفاء والمقهورين عمر مجاهداً عنيداً ‘ وسيحتفظ لدك معاقل مكر وغدر خونة خيبر كراراً يجعل الظالمين ما بين مجندل بالقتل ومشرد طريداً ‘ ويبقي لزحف روم اليرموك خالد الرعب فارساً أسيداً ‘ وينشئ سعداً الوقاص لكل فارسي مجوسي قاطعاً ببسالته كل شرايينهم والوريدا .

وللحق أهله الذين يلدهم الزمن ويحتفظ بهم الدهر ولن يغيبوا ما دامت الشمس مستمرة في الشروق .

عجل الله بنصركم أيها المقاومون ومكنكم من عدوكم آناء الليل وأطراف النهار .

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..