«الزنداني» يؤيد “عاصفة الحزم” ويدعو للنفير العام ضد الحوثيين

أصدر الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني – رئيس هيئة علماء اليمن – بياناً أوضح فيه موقفه من “عاصفة الحزم” وواجب الأمة اليمنية نحوها.

واعتبر الشيخ الزنداني شأن اليمن شأنًا خليجيًّا أيضًا، وتطرق إلى جرائم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ودوره فيما يجري.

وحمل بعض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني مسؤولية ما تمر به البلاد، كما وجه نداء إلى الجنوبيين الأحرار وقادة الجيش هناك، مطالباً إياهم بنصرة المظلومين والوقوف إلى جانبهم.

ودعا الزنداني، أبناء اليمن إلى مناصرة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي والانتماء إليها، وإعلان النفير العام لتعويض ما يعجز عنه الجيش والأمن الموالين للشرعية، لافتاً إلى أن دعوة النفير تلجأ إليها الدول في العالم فيما يسمى بإعلان “التعبئة العامة”.

وفيما يلي نص البيان الصادر عن الشيخ الزنداني:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان رئيس هيئة علماء اليمن ومن معه من العلماء حول مؤتمر القمة العربي السادس والعشرين وحول الشرعية والانقلاب عليها في اليمن وحول عاصفة الحزم والواجب على الأمة نحو ذلك كله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهدأن لا إله إلاالله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } ،

أما بعد ،،

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار .

لقد اعتاد علماء اليمن, وخاصة الأعضاء منهم في هيئة علماء اليمن ؛ على أن يبادروا ببيان ما يجب بيانه لشعبهم في اليمن, أو ما يتعلق بشؤون أمتهم العربية والاسلامية ، و ذلك قياماً بما أوجب الله على العلماء في قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ… الآية }[آل عمران:187], وخوفاً من اللعنة والطرد من رحمة الله ؛ لقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِين َيَكْتُمُونَ مَاأَنْزَلْنَامِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}[البقرة:159], وحتى لا يقعوا في خطيئة تأخير البيان عن وقت الحاجة, كانوا دائماً سبَّاقين في بيان ما يجب عليهم بيانه، فكانوا يبادرون إلى عقد الاجتماعات؛ لتدارس شؤون شعبهم ,وأمتهم , وقد تطول اجتماعاتهم ليالي وأياماً متتالية ،ومن لم يتمكن من الحضور والمتابعة في هذه الاجتماعات لأي عائق من العوائق؛ كان كثير منهم يقول لإخوانه أصحاب البيان: جزاكم الله خيراً, لقد قمتم بواجب يتعين علينا جميعاً القيام به , فرفعتم عنا الحرج بين يدي الله تعالى .

وكان تأخرنا عن إصدار البيان المتعلق بما تمربه الأمة العربية والاسلامية في هذه الأيام , وخاصة مانزل باليمن من المصائب والفتن ؛ بسبب ما تعرض له العلماء وغيرهم من أبناء الشعب اليمني من المظالم والاضطهاد، ولهذا السبب نفسه تأخر هذا البيان الذي أكتبه الآن , إذ أصبح علماء اليمن بين مطاردٍ في أرضه, ومشردٍ خارج بلاده, وملاحقٍ في مقر عمله وسكنه، وبعضهم مختطفٌ ومغيبٌ في سجون مجهولة, ومن لم يجدوه منهم اختطفوا أبناءه أو بعض أقاربه , وبعضهم ناله من الأذى ما الله به عليم ، وبعضهم توارى عن الأنظار ,فصعب التواصل به إلا في حدودٍ ضيقة, مع من أنجاه الله من قبضة الإنقلابيين الحوثيين, وأتباع الرئيس السابق ومن والاهم .

لكننا كنا نتناقش حول الكثير من القضايا القديمة الجديدة ؛ لنؤصل حكمها, ونحدد المواقف الشرعية منها ، فكنا يوما نتدارس أمرالرئيس السابق علي عبدالله صالح , وما جره على البلاد من الحروب والفتن, واستعماله السيئ للجيش ؛ بقتل المعتصمين ضده سلمياً، وسوء إدارته للبلاد, وإشعاله لنيران الحرب والفتن ,بين الجيش بعضه بعضا ,وبين الجيش وشعبه, فاتفقنا على وجوب إصدار فتوى بعزله ؛ وهو لا يزالال رئيس آنذاك.

ولم يأت مرور الزمن ؛ إلا مؤكداً لسلامة هذه الفتوى, بعد ما ازداد ظلمه, وفساده, وجوره , ونهبه لثروات البلاد, ولم يزدها إلاجلاء ووضوحاً ،كما ظهر تواطؤه الخفي مع جماعة الحوثيين ,وإعلان الحوثيين مشاركتهم وانضمامهم إليه, فيما يقوم به اليوم من الأعمال, والمواقف, والسياسات, والفتن, والحروب ؛ التي تمثل امتداداً لما كان يقوم به من قبل .

ولا شك أن جميع العلماء الذين وقعوا على عزله بالأمس, لن يترددوا اليوم عن إدانة أعماله التي يقوم بممارستها هو وحلفاؤه اليوم .

ومع ذلك فقد تواصلنا مع من تمكنا من التواصل معه من العلماء, وتدارسنا وقررنا: إصدار بيان يتبناه رئيس هيئة علماء اليمن ؛ حول واقع اليمن , والأمة اليوم, في ضوء الأحكام الشرعية الجلية المستندة إلى الدليل من الكتاب والسنة.

وأن يكون منسجماً مع ما قرره اليوم : جماهير علماء الأمةالإسلامية, ومنسجماً مع مايحقق للشعب اليمني الحفاظ على دينه , وأمنه , واستقراره ، ويحقق المقاصد الشرعية الكبرى , التي جاءت الشريعة للحفاظ عليها من: حفظٍ للدين , والنفس , والعقل , والعرض , والمال ، وبما يقيم أحسن العلاقا ؛ بين اليمن وإخوانه وجيرانه : من دول الخليج , وإخوانه من أبناء الأمة العربية , والاسلامية ، وبما يفي بالعقود والمواثيق: فيماب ينه وبين دول العالم؛ بمالايخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وقد رأيت أن أتقدم إلى إخواني : علماء اليمن الأجلاء في الداخل , والخارج , بهذا البيان الذي خلصت إليه , بالتشاور مع من استطعت من أهل العلم والرأي , أضعه بين أيدي جميع علماء اليمن فمن يراه مناسباً ولديه القدرة على إظهار تأييده ؛ فمطلوبٌ منه الاتصال بنا عن طريق هيئة علماء اليمن بمأرب ، ومن كان منهم يخشى على نفسه , فنلتزم له بعدم ذكر اسمه إلا متى ما جاءت الظروف الأمنية المناسبة .

فأقول وبالله التوفيق :

مرور حقبة مظلمة من ضعف المسلمين وجهلهم وتفرقهم ومذلتهم

مرت بالمسلمين فترةٌ مظلمةٌ من الزمن ؛ جهلوا فيها بدينهم ودنياهم ، فتفرقوا شيعاً وأحزاباً , يعتدي بعضهم على بعض , ويستنصر بعضهم بعدوه على أخيه ، فضعفوا , وذلوا , وهانوا ، وأخذ أعداؤهم بعض ما في أيديهم ؛ من ثروات , وإمكانيات , وطاقات.

فأصبحوا مطمعاً لكل طامع ، وتسرب اليأس والإحباط إليهم بسبب ما حل بهم من المصائب والفتن .

فأصبحوا مطمعاً لكل طامع ، وتسرب اليأس والإحباط إليهم بسبب ما حل بهم من المصائب والفتن .

مؤتمر القمة العربي السادس والعشرين يجدد آمال الأمة و يضيء لها مصــابيح مستقبل مشرق

فإذا بنفحة من رحمة الله وفضله تهب عليهم , فتجدد لهم الآمال في النجاة , والنصر الكبير , بمجيء الدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية ؛ على مستوى القمة , في شرم الشيخ بمصر؛ في يومي ] 8 و9 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 28 و29 مارس 2015م [ ، والتي جاءت تضيء مصابيح مستقبلٍ مشرقٍ لأمتنا العربية ، بتوحد كلمة قادتها , وزعمائها . واتفاق أهدافهم على النهوض الجاد بأمتهم العربية .

فتنادوا فيما بينهم ” بوجوب تظافر الجهود واستنفار الامكانيات على شتى الأصعدة السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية ” . (كما جاء في بيان القمة) وكان من أهم ما قرروه :

الاتفاق على تشكيل قوة عربية مشتركة تذود عن حياضهم .

وأكدوا على ” التضامن العربي قولاً وعملاً في التعامل مع التطورات الراهنة , التي تمر بها المنطقة , وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة كافة التحديات “. (بيان القمة)

مؤتمر القمة يقف على ما فعله الإنقلابيون في اليمن

وهال قادة العرب المجتمعين في مؤتمرهم, ومن ورائهم أمتهم , التي كانت تتابع وقائع هذا المؤتمر التاريخي ؛ ما بيَّنه الرئيس اليمني الشرعي : عبدربه منصور هادي عندما ذكر لهم ما تعرض له بشخصه ، و ما تعرضت له حكومته وجميع وزرائها ، وبقية مؤسسات الدولة , وقيادات الجيش والأمن ؛ من عدوان , وإهانة , وأذى , واختطاف وتهديد , واحتجاز, ووعيد ؛ من قبل جماعة الحوثي , وحليفها الرئيس السابق : علي عبدالله صالح – المشارك لها في انقلابها على الشرعية الدستورية وقيادتها – ، وما فرضه الإنقلابيون على العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق , والمحافظات ؛ من قهر وإذلال , وتعذيب في السجون والمعتقلات ، وما مارسوه من تدمير للمساجد , والجامعات ودور العلم ومدارس تحفيظ القران الكريم وغيرها من الجرائم التي مارسوها ضد الشعب , والتي أكدت ممارستهم لها وسائل الإعلام المختلفة في حينه .

فبادر مؤتمر القمة العربية مشكوراً بالاستجابة للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي والانتصار لندائه , فقرروا في بيانهم الختامي ما يلي :

” ندرك أن التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا نحتاج إلى استرسال في التوصيف بقدر الحاجة إلى التدابير اللازمة للتصدي لها ، وقد تجلى ذلك بشكل ملموس في المنزلق الذي كاد اليمن أن يهوي إليه .

وهو ما استدعى تحركاً عربياً ودولياً فاعلاً بعد استنفاذ كل السبل المتاحة للوصول إلى حل سلمي ينهي الانقلاب الحوثي ويعيد الشرعية ، وسيستمر إلى أن تنسحب المليشيات الحوثية وتسلم أسلحتها ويعود اليمن قوياً موحدا ً”. (بيان القمة)

كما أعلن قادة العرب في بيانهم فقالوا :

” نؤكد احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة ، لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومي العربي ، والدفاع عن أمننا ومستقبلنا المشترك وطموحات شعوبنا , وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك “. (بيان القمة)

شأن اليمن هوشأن الخليج

و حمدنا الله تعالى ؛ عندما سمعنا أن إخواننا في دول الخليج , وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ؛ قرروا وأعلنوا :أن أمن اليمن هو أمن دول الخليج.

وهذا حق لا شك فيه ، وكان الأصل ألا يكون أمن اليمن فقط هو أمن دول الخليج بل أن يكون شأن اليمن كله في دينه وهويته واقتصاده وأمنه واستقراره وسائر شؤونه هو شأن دول الخليج .

كما يجب أن يكون الأصل كذلك عند الشعب اليمني أن أمن دول الخليج وشأنها كله هو أمن أهل اليمن وشأنهم .

مجيئ علي عبدالله صالح وفرضه رئيساً للجمهورية

ولتشخيص ماوقع في اليمن من المصائب والفتن , وكيف ومتى بدأ وما آلت إليه الأمور بعد ذلك من حروب , ودمار ؛ فإن ذلك قد بدأبتدخل قوى دولية مهيمنة ؛ سعت لتمكين علي عبدالله صالح , ذلك الضابط المغمور في الجيش اليمني في ذلك الوقت ؛ ليكون رئيساً لليمن ، وسط رفض شديد للقيادات اليمنية العلمية والسياسية والجماهيرية والقبلية والعسكرية وسائر القيادات الوطنية يوم ذاك.

علي عبدالله صالح ينشئ جيشاً شخصياً له

وبعد أن تمكن من الرئاسة ؛ عمد بإعانة ودعم خارجي , إلى إنشاء جيشٍ شخصي عائلي , قبلي , مناطقي , لا يأتمر إلا بأمره، وبعد فراغه من ذلك تبجح وأعلن بلسانه علناًفي لقاء تلفزيوني على (قناة الجزيرة) :أن الهدف من إنشاء الجيش اليمني هو الاستعراضات , وإرهاب الشعب وقمعه , وحماية كرسي حكمه.

علي عبدالله صالح يستبد في حكمه وينشر الفساد في أجهزة الدولة وينهب ثروة البلاد

فاستبد بالأمر , واستشرى الفساد في أجهزة الدولة في عهده ، وخطط لنهب ثروة البلاد بأساليب شتى , فكون ثروة خاصة به , قدرتها لجنة مختصة في الأمم المتحدة بستين (60 ) مليار دولار ، في وقت كان ولا يزالأكثر من نصف الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر , ويتشردالكثير من أبنائه في أصقاع الأرض ؛ بحثاً عن لقمة العيش .

علي عبدالله صالح يشعل الحروب بين أبناء الشعب ويزور الانتخابات ويغتال خصومه

وعمل علي عبدالله صالح : على إدخال البلاد في حروب قبلية , ومناطقية ، وأثار بين أبناء الشعب نعرات جاهلية ، وأفسد الحياة السياسية بشراء الذمم , وتزوير الانتخابات وانتشرت في عهده ظاهرة : الاغتيالات السياسية لخصومه , ومعارضيه ، وسعى في آخر أيام حكمه لتوريث الحكم لأبنائه .

وعندما اشتد الخلاف بينه وبين المعارضة ؛ قام فريق من العلماء , ومشايخ القبائل بمساعي الوساطة والمصالحة بين الفريقين ، فأعلن أمامهم متوعداً خصومه ومن يعارضونه بأنه سيحول اليمن إلى حمام دم تسيل الدماء فيه إلى الركب ويصل الاقتتال فيه حتى يكون من بيت إلى بيت .

ثورة الشعب اليمني على علي عبدالله صالح

فانتفض عليه الشعب بثورة سلمية , وأفتى العلماء بعزله ، فسخر الدولة بجيشها , وأمنها وكل أجهزتها , وإمكانياتها , لمواجهة كل من ثار ضدهأو يأبى حكمه .فتصدى له أحرار الجيش والأمن بقيادة اللواء الركن علي محسن صالح ،وكبار موظفي الدولة ، وعدد كبير منمشايخ القبائل , ووجهاء المجتمع ، وعدد من قادة الأحزاب .

مشكلة اليمن تستعصي والشعب يستنجد بإخوانه في دول الخليج

واستعصت الحلول على المشكلة اليمنية , فنادى العلماء , وكثير من أبناء الشعب , وقواه السياسية , إخوانهم في دول الخليج , للتدخل لمساعدة إخوانهم في اليمن ؛ كي يساهموا في حل معضلات هذه المشكلة .

المبادرة الخليجية طوق النجاة

فكانت المبادرة الخليجية عند اليمنيين كطوق نجاة , فرحوا بها , وكلهم أمل على أن تأخذ بأيديهم إلى بر الأمان .

الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية تحرف مسار المبادرة

لكن المبادرة الخليجية لم تسلم من تحويرها , وافراغها من أهدافها ، فحرفت عن مسارها بالآلية التنفيذية , التي أقحمت عليها بمساعٍ أجنبية .

وانبثق عن هذه الآلية : مؤتمرالحوار الوطني ، الذي لم يكن وطنياً في أهدافه وإجراءاته فقد وضع اليمن , ووضع مؤتمرَ الحوار نفسه تحت وصاية الدول العشر , وسفرائها في صنعاء, وسار مؤتمر الحوار الوطني , وفق خطط وبرامج أجنبية , ورفض الناطقون باسم المؤتمر أي سقف وطني للحوار , كما رفضوا أي مرجعية إسلامية له .

و قرر القائمون على المؤتمر إقصاء مكونات من أهم مكونات الشعب اليمني .

فأقصي عن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني:- العلماء.

– مشايخ القبائل , ووجهاء الشعب اليمني.

– أساتذة الجامعات .

– قادة الجيش والأمن , الذين انحازوا إلى ثورة شعبهم الثائر , وقاموا بالدفاع عنه .

– رجال الأعمال , والنقابات الوطنية الكبيرة .

اعتراض العلماء المبكر على الأسس الخطأ التي قام عليها مؤتمر الحوار الوطني

واعترض العلماء على عدد من الأسس الباطلة التي قام عليها المؤتمر , لكن قاعات المؤتمر فتحت على مصاريعها ؛ حتى نال الحوار من مقدرات الشعب اليمني , ومقوماته و ثوابته من :

دين جرموا خطابه وألغوا مرجعيته العليا لكل التشريعات

ووحدة نالوا منها بإنشاء أقاليم سياسية لكل إقليم حكومته وبرلمانه ودستوره وقوانينه وحدوده التي هي مشروع خلاف ونزاع على الثروات أو الموقع أو المياه الجوفية أو السواحل

وثروة عامة جعلوها شئناً خاصاً لموقع الانتاج (الولاية) فهي صاحبة الحق في إبرام عقود الاستكشاف والتنقيب والتطوير والخدمات مع الدول التي تتبعها شركات النفط , بعيداً عن حكومة الاقليم والحكومة المركزية .

ونالوا من استقلال البلاد وسيادتها, حيث ورد في الوثيقة التي تبناها جمال بن عمر (وهي جزء من مخرجات الحوار ) دعوة الهيئات الدولية للإشراف على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار , خصوصاً الاتحاد الاوروبي و الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء اليمن وباقي الدول والمنظمات الداعمة وبناء على ذلك صدر قرارا مجلس الأمن (2014, 2051) اللذان أ دخل اليمن بموجبهما تحت الفصل السابع .

كما غرس المؤتمر في بعض مخرجاته ؛ بذور الصراع بين مكونات المجتمع اليمني .

وكان العلماء ومازالوا يحذرون من بعض تلك المخرجات ، وقد ذكرها العلماء في بيان خاص بعنوان { بعض الملاحظات الشرعية حول مخرجات الحوار الوطني }.

بعض مخرجات الحوار الوطني هي السبب في بعض ما نزل باليمن من الحروب والفتن

ووقع كثير مما حذر منه العلماء ,فكانت بعض مخرجات الحوار الوطني هي : السبب الرئيس فيما حل باليمن من المصائب , والحروب , والفتن , التي نعيشها اليوم ، وهي التي هيأت , وبررت لكل الأعمال العدوانية ؛ للحلف الذي قام بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح وأنصاره , ونتج عن ذلك التحالف وغيره مشروع الانقلاب الذي قاد إلى حروب انتهت بالاستيلاء على العاصمة صنعاء ، والذي تبعه الزحف المخادع ؛ والاستيلاء الرخيص , على عدد آخر من عواصم المحافظات , وأجهزة الدولة , فمكن ذلك كله الإنقلابيين من أن يفرضوا اتفاقيات إذعانعلى الرئيس الشرعي , وحكومته وسائرالقوى السياسية , تحت تهديد السلاح .

وجعلت تلك الاتفاقيات ذريعة لاحتجاز الرئيس وفرض الإقامة الإجبارية عليه وعلىرئيس الوزراء وحكومته وقادة الجيش , واستكمل الحوثيون ذلك الانقلاب على الشرعية بإعلانٍ دستوريٍ باطلٍ لا يملكون أي حق يخول لهم تبنيه وإعلانه .

وإنما هو الاستلاب للسلطة بالقوة ,والممارسة لها بشرعية الحديد والنار، فجر ذلك كله على البلاد تداعيات , وأزمات ,وحروب طاحنة , أصابت اليمن وأهله , حتى يومنا هذا .

بداية الفرج جاءت بتمكن الرئيس الشرعي من الإفلات من أيدي ساجنيه

وأذن الله بعد هذا البلاء كله ,ببداية الانفراج لتحرير اليمن ,وأهله ,من تسلطقوىالانقلاب الغاشم عليه ، فيسر الله للرئيس الشرعي الإفلات من محبسه وأسره ، فكانت نجاته وخروجه من تلك الإقامة الاجبارية التي فرضها الحوثيون عليه بداية لتحريرالدولة والشعب من اختطاف الانقلابين لها .

الرئيس عبدربه منصورهادي يوافي إخوانه في مؤتمر القمة العربية السادس والعشرين

وتمكن رئيس اليمن الشرعي عبدربه منصور هادي من موافاة إخوانه قادة الامة العربية في مؤتمر قمتهم السادس والعشرين ,فعرض عليهم ما حل باليمن ,ومانزل عليها منبلاء. فقاموا بواجبهم الشرعي في نصرته وتنبهوا لما يحاك بأمتهم من مؤامرات ومخاطر ونادوا بنصرة اليمن في جميع المجالات الأمنية والعسكرية وغيرها من المجالات كما سبق البيان.

الشرعية في الإسلام وواجب الأمة نحوها

وماوفق الله مؤتمر القمة إليه من تبني موقفٍ حازمٍ لمناصرة الشرعية في اليمن والحفاظ عليها ,وقتال من يريد الخروج عليها , أو يتمرد بالقوة ,قد جاء منسجماً مع أحكامالشريعة الاسلامية ؛ التي ضمنت للمجتمعات الاسلامية قيام أمراء فيها وقادة يقومون على أمرها ويصرفون شؤونها.

فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

{ إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم } رواه أبو داود . وله من حديث أبي هريرة مثله

وأجمع الصحابة على أنه لايجوز للمسلمين أن يمكثوا بدون إمام يقوم على أمورهم أكثر من ثلاثة أيام ؛ امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) ،

ولقد أوجب الله الطاعة على المسلمين لكل من له ولاية شرعية عليهم , وجعل المرجعية عند النزاع معهم؛ إلى شرع الله وحكمه ، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[سورة النساء 59]،

ونهى عن الخروج على ولي الامر الذي اجتمعت عليه الكلمة , أو منازعته في شرعيته أو في قيامه بواجباته الشرعية ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه “.رواه مسلم .

وفي رواية :” فاضربوه بالسيف كائناً من كان “

ومعلوم أن كلمة اليمنيين قد اجتمعت , بانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي, خلفاً للرئيس السابق علي عبد الله صالح ، ومع ذلك فقد فوجئ الجميع باعتداء الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق بالانقلاب عليه , ومنازعته في شرعيته , بل ومنعه بالقوة من أن يمارس مهامه , وأجبروه على اتخاذ قرارات رغم إرادته ، وعندما أصبح حراً ؛ أعلن تمسكه بالشرعية الثابتة له فانتصر له القادة العرب وكان هذا تأكيداً لتحلله مما أجبره عليه الإنقلابيون من الاستقالة وكان هذا سبباً في قيام تحالف عربي إسلامي لدعم الشرعية في اليمن .

نداء عاجل إلى القادة والجنود الأحرار المخلصين في الجيش اليمني والأمن

وإلى الرئيس والحكومة

و فيما سبق بينا لكم هَدْيَ الكتاب والسنة فيما يجب على المسلم من سمع وطاعة لولي الأمر الشرعي , وما يجب من منع بل وقتال – إذا استدعى الأمر- لمن ينازع أو يسعى لتنصيب أو مبايعة قائد آخر؛ فيتفرق بذلك جمع المسلمين , وتذهب ريحهم وقوتهم ، وأنتم تعلمون أن الشعب قد انتخب باختياره الرئيس عبدربه منصور هادي , واعترفت به جميع دول العالم , وسلم له الرئيس السابق الحكم , وسلمه راية البلاد في اجتماع كبير أُقيم إعلاناً وتأكيداً أن سلطة الرئاسة قد انتقلت من الرئيس السابق , إلى الرئيس الشرعي الحالي .

ومع ذلك كله فقد فاجأنا الرئيس السابق مع جماعة الحوثي بما دبروه من انقلاب على الرئيس الشرعي , وها هو رئيسنا الشرعي اليوم يدعو قادة و ضباط وصف وجنود الجيش اليمني للالتحاق به في المعسكرات الموالية للشرعية والتخلي عن الإنقلابيين .

فبادِروا إلى ذلك , لتحفظوا دينكم , وبلادكم , ودولتكم , ووحدتكم , وأمنكم , وسيادتكم , وتذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : (من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)رواه مسلم .ونطالب الرئيس وحكومته بإصدار عفو عام عن جميع من اشتركوا في الحروب والفتن في البلاد وسلموا أنفسهم للشرعية طوعاً قبل أن يُقْدَرَ عليهم . لقوله تعالى: { إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا إن الله غفور رحيم }.] المائدة 34[

إقامة تحالف عربي وإسلامي لإنقاذ اليمن ودعم الشرعية فيه

وفي ضوء ماسبق تبنت دول الخليج , وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ؛ إقامة تحالف عربي إسلامي لدعم الشرعية في اليمن ؛ كما دعا إليه مؤتمر القمة العربي السادس والعشرين , والقضاء على الانقلاب الحوثي , وحليفه الرئيس السابق ، وتحرير العاصمةوإخراج المعتدين منها , ومن المحافظات التي احتلوها , و سيطروا عليها , وإعادة الأمور إلى نصابها الشرعي , والدستوري ، وإلزام الإنقلابيين بتسليم جميع أسلحة الجيش , وفرض سلطان الدولة على كل شبر من أرض اليمن , وحتى يعود اليمن قوياً موحداً.

عاصفة الحزم وما يتعلق بها من أحكام شرعية

ولما سبق بيانه من عدوان الإنقلابيين , وظلمهم , مع حليفهم , وما مارسوه من انتهاكات توجب على اليمنيين قبل غيرهم ؛ أن يهبوا لإسقاط هذا الانقلاب , والحفاظ على دولتهم , وبلادهم , فإن عجزوا أوقصروا فإن الواجب الشرعي على الأمة سيمتد ليشمل أقرب المجاورين إليهم من المسلمين .

وقد تبين من سير المعارك والأحداث ؛ ضخامة الامكانيات , و الأسلحة التي استحوذ عليها الإنقلابيون ، والدعم المادي الهائل الذي حصلوا عليه من الخارج ، كما تبين حجم الخلل الذي أصاب المؤسسة العسكرية , والأمنية , فجعلها غير قادرة على حماية نفسها , وأسلحتها , من نهب الحوثيين ,وتدميرهم لها،فضلاً عن عجزها عن القيام بحماية شعبها؛ مما أصابه من ظلم وعدوان ، بل لقد وقع ما هو أخطر من ذلك وهو : مشاركة بعض قياداتها في التمرد على رئيسهم الشرعي , ودعمهم للانقلاب , ومناصرته ، مما جعل القيادة الشرعية تستنجد بجيرانها في مجلس التعاون الخليجي , وجامعة الدول العربية ، للقيام بما أوجبه الله عليهم من واجبات شرعية في مثل هذا الحال .

الواجبات الشرعية على الأمة في نصرة المستضعفين وطالبي نصرتهم

وهذا بيان بما أوجبه الله على القادرين من المسلمين حكاماً ومحكومين من الواجبات الشرعية لنصرة المستضعفين :

أولاً: أوجب الله تعالى على القادرين من المسلمين انقاذ المستضعفين مما نزل بهم من ظلم وطغيان امتثالاً لقوله تعالى : {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [سورة النساء 75]

ثانياً:أوجب عليهم الانتصار لمن استنصرهم في الدينامتثالاً لقوله تعالى:

{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[سورة اﻷنفال 72]

ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ …”أخرجه أحمد (2/277 ،رقم 7713) ،ومسلم (4/1986 ، رقم 2564) ،وأخرجه أيضًا: البيهقي (6/92 ، رقم 11276).

ومعنى لا يخذله : أي لا يتخلى عن نجدته ومعاونته وهو قادر , وأخوه المسلم محتاج لعونه ونصرته .

ثالثاً :أوجب الله ورسوله على المسلمين القادرينالإحسان إلى جيرانه بنجدتهم ونصرتهم , قال تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}[سورة النساء 36]

وعملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوصية بالجار وبيان حقه على جاره كما جاء فيالحديث عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : “مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ”, ومقتضى الإحسان إلى الجار والوصية به أن لا يقف الجار .

القادر على إنقاذ جاره متفرجاً عليه وهو يكابد ويلات العدوان , أو الحاجة .

رابعاً :ومن الأحكام التي قررتها الشريعة الإسلامية على اتباعها الدفاع عن النفس أمام الخطر الذي يهددهم , والخطر هنا قد حل باليمن , و شرع بالتحرش بالمملكة العربية السعودية , متوعداً بفرض سلطانه عليها , وإخضاع الحرمين لحكمه ، قال تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة البقرة 190]

خامساً :أوجب الله على المؤمنين كافة الاصلاح بين المتقاتلين من المسلمين وأوجب قتال من بغى منهم وامتنع عن ترك بغيه والتحاكم إلى شرعه قال تعالى : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين }.

سادساً :وأوجب الله على عباده الوفاء بالعقود.فقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ }[سورة المائدة 1],وهناك عهود ,ومواثيق,تشمل اليمن مع إخوانه في جامعة الدول العربية, ومنظمة التعاون الإسلامي يجب على المسلمين القادرين القيام بها والوفاء بالتزاماتها .

وبناءً على هذه الأدلة الشرعية وغيرها فقد جاء هذا التحالف ليقومبهذه الواجبات الشرعية وملبياً لتطلعات الشعب اليمني نحو إخوانه العرب والمسلمين ، وتنفيذاً عملياً لما قرره مؤتمر القمة العربية السادس والعشرين .

ولقد بين مجلس الوزراء السعودي أسباب قيام عاصفة الحزم , وأهدافها ؛ في اجتماعه المنعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتاريخ ]17 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 6 أبريل 2015م[ و الذي جاء فيه :

” إن عاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته “

المطلوب من قادة دول الخليج

أولاً : يؤيد العلماء الطلب الذي تقدم به الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى قادة دول الخليج بطلب انضمام اليمن رسمياً إلى مجلس التعاون الخليجي والتمتع بالعضوية الكاملة في المجلس ، فيكون للدولة اليمنية ما لدول مجلس التعاون وعليها ما على تلك الدول حتى تبقى اليمن جزءاً من النسيج العربي والاسلامي وعمقاً وحارساً لها ، فنطلب منهم سرعة البت بهذا الطلب ، كما نطالب الجانب اليمني بتحقيق الشروط الشرعية المطلوبة للعضوية في دول مجلس التعاون الخليجي.

ثانياً : تشكيل لجنة متخصصة للإشراف على إعادة بناء البنية التحتية المدنية والعسكرية في اليمن ، التي تضررت أثناء الحرب.

ثالثاً : مشروع خادم الحرمين المشابه لمشروع (مارشال) :نتقدم بهذا الطلب إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي نراه أهلاً له , وهو تبني مشروع يشبه مشروع ( مارشال ) , فعندما أنتجت الحرب العالمية الثانية دماراً اقتصادياً , وخراباً للبنى التحتية , لبلدان أوروبا مما جعلها بحاجة إلى استثمارات كبيرة ؛ لاستعادة توازنها الاقتصادي , وتحقيق الانتعاش من جديد ، فتبنت أمريكا مشروعاً عرف باسم مشروع (مارشال) لمساعدة أوروبا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية ، وشاركت في هذا المشروع ستة عشرة دولة أوروبية , منها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا الغربية وتركيا ، وقامت فكرة المشروع على تقديم معونات للدول المتضررة من الحرب على شكل هبات نقدية , وعينية , وقروض ميسرة ، وفي خلال أربع سنوات من 1948م إلى نهاية 1951م زاد انتاج الدول التي تضررت بالحرب بمقدار الثلث عما كانت عليه ، وكان هذا المشروع سبباً في امتصاص البطالة التي كان يمكن أن تكون سبباً في خدمة الدول المنافسة المعادية ، كما كان هذا المشروع سبباً في امتصاص الأحقاد والضغائن من قلوب المتحاربين من قبل .

وقد أعلن وزير الخارجية اليمني (المكلف ) رياض ياسين أن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور , سيعرض على إخوانه من القادة العرب مشروع ( مارشال ) لمساعدة اليمن على استعادة عافيته الاقتصادية ، ويسرنا تأكيد هذا الطلب ونقترح أن يكون باسم مشروع خادم الحرمين ، كما نقترح تشكيل لجنة من الخبراء والمختصين لوضع أنظمة هذا المشروع ولوائحه ،مع ملاحظة إمكانية مساهمة صناديق الزكاة والصناديق الخيرية في الأمة إذا احتاج الأمر إلى ذلك .

رابعاً : تحسين أوضاع المغتربين اليمنيين في دول الخليج ورعاية العالقين واللاجئين من اليمنيين بصورة عاجلة .

خامساً : تبني الإغاثة العاجلة من الغذاء والدواء والوقود لجميع المناطق المحتاجة له في اليمن .

الواجب على الشعب اليمني

أولاً نذكر أنفسنا وإخواننا اليمنيين جميعاً بواجب التوبة الصادقة المتجددة , والتضرع إلى الله واللجوء إليه , قال تعالى :” وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون “.وقال صلى الله عليه وسلم:” ما نزل بلاء إلا بذنب ومارفع إلا بتوبة “.

ثانياً :إن تحديد ما هو واجب أو محرم أو مستحب أو مباح على المسلمين أفراداً وجماعات لا يكون إلا في ضوء الوحي , الذي جاء من عند خالقهم ؛ المتمثل في الكتاب والسنة .

وقيامهم بذلك هو العبادة التي خلقوا من أجلها .

وقد بين الله ورسوله الحقوق على المسلمين أفراداً وجماعات نحو بعضهم بعضاً ، وفي ضوء هذه الأحداث التي تمر بأمتنا نرى أن على أبناء اليمن واجبات ٍنحو إخوانهم في دول الخليج خاصة وهم الذين تبنوا القضية اليمني ودعموها بكل إمكانياتهم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً . بل أرسلوا ابناءه للقتال مع إخوانهم اليمنيين ؛لتثبيت الشرعية, والقضاء على التمرد , والعدوان , ومنع البغي عليهم ، والحفاظ على أمنهم , واستقرارهم , وسيادتهم , ووحدة بلادهم .

وهذا يقتضي على اليمنيين حكومةً وشعباً ما يلي :

التعاون , والتنسيق , وتوحيد الجهود , والمواقف , مع إخوانهم في دول الخليج ، في كل المجالات , والشؤون الداخلية , والخارجية , والقيام بما يجب عليهم في هذا المجال من مهام ومسئوليات .

إعلان الاعتراف بجميل مواقف إخواننا في دول الخليج , والثناء عليها , ونشر ذلك بين أبناء الشعب اليمني ، وإظهاره لسائر الشعوب العربية والاسلامية عامة وجميع دول العالم مع الدعاء لهم ,فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمكافأة من أسدى معروفاً لأخيه فقال صلى الله عليه وسلم: “من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه “. وفي رواية : ” ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر “. والمراد بالكفر هنا كفران الجميل .

ثالثاً :

1-الالتزام بالكتاب والسنة في جميع شؤوننا ورفض كل مايخالفهما .

2- التحاكم إلى شرع الله في كل شأن من الشؤون التي تعرض لهم والعمل على إلزام جميع المتخاصمين بذلك.

3- الحفاظ على وحدة الشعب اليمني وأخوته ونسيجه الاجتماعي ونبذ كل العصبيات الجاهلية المفرقة له .

4- قد علمتم يا أبناء اليمن الحكم الشرعي في وجوب مناصرة السلطة الشرعية في بلادكم , فندعو الجميع للمبادرة إلى إعلان تأييدها , والانتماء إليها , ولن تنس الأجيال اليمنية القادمة , المواقف المشرفة لآبائهم , الذين وقفوا الموقف الصحيح , وقدموا من التضحيات , والجهود , والأوقات, والمعاناة , الكثير ؛لضمان مستقبل مشرق في جميع محافظات اليمن ومديرياتها سيمافي عدن الباسلة التي أصبحت رمزاً مشرفا للدفاع عن الشرعية.

5- الحفاظ على سيادة البلاد , واستقلالها , بدعم الرئيس الشرعي , وحكومته الشرعية , وجميع المؤسسات الدستورية المقررة في الدستور النافذ , وعدم تغيير الدستور إلا بالطريقة التي يحددها الدستور النافذ .

6-الحفاظ على الدولة اليمنية , والحيلولة دون وصولها إلى مرحلة الفشل التام والانهيار؛ الذي يفتح الباب على مصراعيه للتدخلات العقابية الأجنبية .

7-على الحكومة اليمنية أن تبادر بسرعة بناء الجيش والأمن , على أسسٍ سليمة , تحفظ الدين , والنفس , والعقل , والعرض , والمال ، ليكون مؤهلاً وقادراً علىحماية البلاد , واستقلالها, وأمنها , واستقرارها ,وأن يقوم على أسس عادلة في تكوينه .

8-تحديد زمن الفترة الانتقالية بما لا يزيد عن ستة أشهر تعقبها انتخابات لأعضاء مجلسي النواب والشورى الجديدين ليقوموا بدورهم بتسمية رئيس الحكومة ووزرائها ومنحهم الثقة , وتقرير كيفية انتخاب رئيس الجمهورية لعهد الاستقرار الدائم بإذن الله تعالى .

9-ضمان العيش الكريم لأبناء الشعب اليمني حتى لا يبقى جائع ولا محتاج , والحكم بالعدل بين الرعية دون محاباة أو تمييز بغير حق .

10-إلزام الشركات البترولية والغازية والمعدنية بالإفصاح عما يملكه الشعب اليمني من ثروات نفطية وغازية ومعدنية , والاعلان عن خطة وطنية تضمن الحفاظ عليها وتطويرها وحسن التصرف فيها وإيجاد هيئة وطنية لضمان ذلك. وبما يحقق مبدئي الشراكة في السلطة والثروة .

11-العمل على ضمان أسباب النهضة العلمية الاقتصادية والصحية , والأخذ بأسباب التنمية الشاملة في كل جوانب الحياة .

12-تأجيل القضايا الخلافية كشكل الدولة , والتعديلات الدستورية , وغيرها من القضايا الخلافية , إلى أن يتم انتخاب مجلسي النواب والشورى القادمين , المعبران عن إرادة الشعب , وصاحبا الحق في النظر في القضايا الخلافية الكبرى , التي قد تحول المشاكل اليوم دون الوصول إلى اتفاق بين القوى الوطنية المختلفة عليها .

13-إعلان النفير العام في الشعب لتعويض ما يعجز عنه الجيش والأمن – المواليين للشرعية اليوم – في أعداد المنسوبين إليهما.و لقد سرنا ما أعلنه مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من وجوب التجنيد الإجباري لشباب المملكة لقوله تعالى : { انفروا خفافاً وثقالاً } , ولقوله صلى الله عليه وسلم : {وإذا استنفرتم فانفروا } . وهو في حالتنا اليمنية أوجب .

وهذا أيضاً هو ما تلجأ إليه الدول في العالم اليوم في ما يسمى إعلان التعبئة العامة , و ذلك لحشد إمكانيات الشعب وقدراته ,مع إمكانيات الجيش وقدراته , ويمكن أن يتم ذلك في بلادنا بالصور الاتية:

أ)استدعاء الشباب الذين بلغوا سن الخدمة الإلزامية ولم يؤدوا الخدمة إلى معسكرات الجيش في المناطق الموالية للشرعية. وهذا واجب مستحق لوطنهم وهذا وقت أدائه , ولا مجال فيه للممحاكات الحزبية أو المناطقية أو الطائفية .

ب) فتح باب الالتحاق الطوعي للخدمة في الجيش , للشباب العاطلين عن العمل , وتوفير الرواتب المجزية, مع ضمان حقهم بعد استتباب الأمور في البلاد واستقرارها , في البقاء في الجيش , أو العودة إلى أعمالهم الخاصة بهم مع منحهم بعض المزايا المادية والمعنوية , لقيامهم بالخدمة لبلادهم في الوقت العصيب , مع التأكيد في نفس الوقت على وجوب العناية بمنسوبي الجيش والأمن الحاليين اليوم من الضباط والصف والجنود الموالين للشرعية وبمنحهم المزايا المادية والمعنوية الكافية.ج) اعلان النفير العام عاجلاً لطلاب الجامعات والمدارس الثانوية للالتحاق بمعسكرات الأمن التابعة لوزارة الداخلية الموالية للشرعية , وتلقي التدريبات اللازمة لهم في جامعاتهم ومدارسهم وتكليفهم بمهامهم الأمنية المناسبة لهم , في إطار السلطات الأمنية المحلية التابعة للشرعية . وهذا كذلك سيجنب البلاد والعباد ويلات المماحكات الطائفية أو الحزبية أو المناطقية أو غيرها من المماحكات التي تفرق كلمة الشعب .د) دعم اللجان الشعبية القائمة الآن والداعمة للشرعية , وتشكيلها في جميع المدن , والقرى , التابعة للشرعية , وتكليفها بالمشاركة في حماية قراها , وحاراتها , ومدنها , والحفاظ على الأمن فيها تحت إشراف وزارة الداخلية الموالية للشرعية.

هـ) ضمان استمرار قيام التوجيه الإيماني , والأخلاقي ,والسلوكي , لمنسوبي القوات المسلحة والأمن.

فمعلوم أن الدين هو الضمان الحقيقي , لسلامة وصحة التصرفات لدى المسلمين وخاصة منسوبي قوى الجيش والأمن لأنهم يمتلكون قوة السلاح التي قد تغريهم بالتجاوز والشطط على شعوبهم , فإذا كانت وظيفة الجيوش هي حماية شعوبها وأوطانها , فإن الدين هو الذي يحفظ تلك الجيوش من أي زيغ أو جور , ولضمان ذلك , واستمراره فإن الأمر يستدعي إنشاء إدارتين عامتين , للشؤون الدينية في وزارتي الدفاع , والداخلية , تتكون من علماء يؤهلون تأهيلاً عسكرياً يمكنهم من الانخراط في الجيش والأمن في جميع الوحدات والمعسكرات ؛ كي يقوموا بأداء رسالة الإسلام والحفاظ على عقائد الاسلام وقيمه وأخلاقه وسلوكياته , وفي نفس الوقت تقوم الإدارة العامة للتوجيه المعنوي بمهامها المناطة بها في التوعية السياسية والفكرية ورفع الروح المعنوية في الجيش والأمن والشعب.

تنبيه وتحذير ورجاء لابد منه

لقد تجاوز الحوثيون كثيراً , حتى وصل بهم الأمر ؛ أن يصادروا حق التجمع اليمني للإصلاح في الوجود , بقصده بالعدوان والبغي والأذى , وقاموا باعتقال قادته , ونشطائه , ونحن إذ نستنكر منهم هذا السلوك وندينه ,نطالبهم بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ونحذرهم من أي تجاوز, أو إمعان في التعدي ,أو الإساءة ,على من تم احتجازهم لديهم , لأنهم إن فعلوا شيئاً من ذلك سيقدمون على أمر خطير, يزرعون به أحقاداً ثأرية في نفوس أجيال هذا الكيان وأتباعه وأنصاره , و سيدفعون هم ومن عاونهم وأجيالهم أثماناً باهظةً لعقود من الزمن قادمة والعياذ بالله .

وأما الرجاء فنحن أبناء شعب واحد ولابد أن نتصالح في يوم نرجو أن يكون قريباً لقوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون } والعالم كله يدعونا لذلك , وسيحتاج الأخ لأخيه فلا تمعنوا في الظلم والجور وارتكاب الحماقات التي لا تمحى من النفوس .

أود أن أعتذر ولكني لم ارتكب الجريمة

لقد شاع عني زوراً وبهتاناً ,أني أصدرت فتوى في صحيفة ألمانية أُكَفّر فيها إخواني أبناء الجنوب وتولى كِبَر هذه الفِرية صحيفة (الشورى ), ذات التوجه الحوثي المبكر, وذلك لإفساد ما بيني وبين إخواني في المحافظات الجنوبية ,وقاضيت الصحيفة لمدة عام وصدر الحكم بإدانة الصحيفة بالاعتذار لي في ثلاثة أعداد متتالية ,ومنع صدورها للمدة القانونية ودفع الغرامة المالية, و أنا أبرأ إلى الله مما نسب إلى كذباً وبهتاناً ,فلا يجوز لمسلمٍ أن يكفر مسلماً فكيف لي أن أقع في جهالة كبرى هي تكفير شعبٍ بأكمله.

و الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته

وكتبه الفقير إلى الله

رئيس هيئة علماء اليمن

رئيس جامعة الإيمان

الشيخ أ.د.عبد المجيد بن عزيز الزنداني

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..