الإعلام الروسي «مطيع» للسلطات في كل شيء

وسائل الإعلام الروسية «مطيعة» للسلطات في كل شيء، إلا عندما يتعلق الأمر بمواقف حيال العرب وقضاياهم، فهي تغدو «مستقلة» و»جريئة» وبارعة في استخدام «حرية التعبير».
هكذا يبدو المشهد عندما يتناول الأمر الحقوق الفلسطينية. مثلاً، تقول السلطات انها تدعم قيام الدولة الفلسطينية وتطالب اسرائيل بوقف الاستيطان لكن الصحافة وقنوات التلفزة «الحكومية» لها رأي مختلف، فالعرب كما يقول الضيف «المحبب ودائم الحضور» في كل قنوات التلفزة يفغيني ساتونوفسكي «بنوا دولاً فاشلة» ولا يجب ان تظهر «دولة ارهابية جديدة» على خريطة الشرق الاوسط.


و»الخبير» صاحب المواقف التي تزاود على «ليكود» ومن هم أشد تطرفاً من بنيامين نتنياهو في اسرائيل، يُقدم في وسائل الإعلام الروسية ليس بصفته رئيساً سابقاً للمؤتمر اليهودي بل كرئيس لمعهد دراسات الشرق الاوسط و»أبرز خبير» في شؤون العالم العربي.


وينسحب الأمر ذاته على كثيرين، بينهم فلاديمير سوفوليوف أبرز مقدمي البرامج في القناة الحكومية الاولى، الذي يفاخر بـ»صهيونيته» ويوجه أقذع الشتائم الى العرب في أي مناسبة.


وفشلت محاولات أوساط ديبلوماسية واجتماعية عربية لـ»التوسط» لدى الجهات المعنية الروسية لتخفيف اللهجة ضد العرب في وسائل الاعلام الحكومية، أو حتى منح العرب فرصة مماثلة للظهور في وسائل الاعلام وتقديم وجهة نظرهم، بشكل متكافئ مع وجهة النظر الاخرى، وكان الرد دائماً:

لا «نمون» على الصحافيين!


موجة العداء للعرب عادت أخيراً تشتعل بقوة في وسائل الاعلام، على خلفية تطورات الموقف في اليمن. ولم يقتصر الأمر على تعمد تجاهل مسار تطور الأحداث في هذا البلد، والبدء بتقديم القصة الخبرية منذ لحظة التدخل العربي في اليمن، كما لم تقف التغطيات عند التركيز على سقوط ضحايا، وتقديم رواية الحوثيين الذين غدوا بدورهم ضيوفاً دائمين، خصوصاً في المؤسسات الاعلامية الحكومية الموجهة للعالم العربي، فالأبعد هو إعادة اطلاق حملات قديمة – جديدة تهدف الى تشويه صورة العربي والتركيز على السلبيات وإبرازها.


وتستهدف الحملات الحالية دولاً معينة بينها بلدان الخليج التي وجدت «الصحافة الحرة» ان اختلافها في بعض المواقف مع موسكو مناسبة لشحذ سكاكين الهجمات عليها، وتكرار مقولات انها تدعم الارهاب التي غدت متداولة لدرجة ان لا أحد يطلب التثبت منها أو تقديم معطيات تدعم الاتهامات بشأنها.


والموضة الجديدة تركز على إعادة إنتاج «الصورة النمطية للعرب عند الروس»، بحسب عنوان مقالة نشرتها اخيراً مؤسسة اعلامية حكومية كبرى.


تحت هذا العنوان يقدم العربي بصفته «ثرياً يعيش في قصر فاخر ويرتدي جلباباً ابيض اللون، ويكثر من الزواج ويضطهد المرأة ويغرق في تشدده الديني اضافة الى كسله وعدم حبه للعمل ووو…»


وتجاهل القائمون على المؤسسة ان ملايين الروس يزورون سنوياً مصر ودبي والاردن وتونس والمغرب للسياحة والعمل، والسعودية للحج، وبلداناً عربية أخرى بهدف التعاون التجاري والاقتصادي، ما يعني ان كثيرين منهم باتوا مطلعين على حقيقة الاوضاع في المنطقة. ناهيك عن ان العالم غدا قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال الحديثة التي لا يرى فيها اصحاب الحملات إلا ما يرغبون بالعثور عليه ونقله للمتلقي الروسي، كما قال ديبلوماسيون عرب أعربوا عن قناعة بأن حملات من هذا النوع تعكس رغبة في إعادة تكريس صورة أحادية عن العرب في أذهان كثيرين من الروس.

Published by

admin

نافذة إخبارية الكترونية عربية تقدم للقارئ الكريم مادة إخبارية متنوعة, وتهتم بشكل رئيسي بالأحداث المحلية اليومية اليمنية .. بالإضافة للأخبار العربية والدولية..